شباب الارياف التونسي بين مطرقة البطالة و سندان الواقع…

0

تواجه أرياف تونس تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، تتجلى في الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشباب هناك. خلال تصريح إذاعي أدلى به الخبير الاقتصادي مراد الحطاب في 17 مايو، أكد أن 80% من الشباب في الأرياف لا يملكون أي دخل، سواء من العائلة أو من مصادر أخرى. هذا الواقع يعكس مدى الهشاشة الاقتصادية التي يعاني منها هؤلاء الشباب، ويثير تساؤلات حول أسباب هذا الوضع وكيفية تحسينه.

البطالة وانعدام الدخل هما من أبرز التحديات التي تواجه الشباب في الأرياف التونسية. يفتقر هؤلاء الشباب إلى الفرص الاقتصادية التي تمكنهم من تأمين دخل ثابت، مما يجعلهم عرضة للفقر والهشاشة الاجتماعية. يعيشون في بيئة تفتقر إلى البنية التحتية الاقتصادية، مما يزيد من صعوبة العثور على فرص عمل. كما أن البطالة المزمنة تؤدي إلى تدني مستوى المعيشة وتزايد الاعتماد على العائلة أو الهجرة إلى المدن أو الخارج بحثًا عن فرص أفضل.

تدني الأجور يعد عائقًا كبيرًا أمام الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب. الأجور المنخفضة تجعل من الصعب على الشباب تحقيق الاستقلال المالي وتأمين مستلزمات الحياة الأساسية، مما يؤدي إلى تدني مستوى المعيشة وتزايد الاعتماد على العائلة أو الهجرة إلى المدن أو الخارج بحثًا عن فرص أفضل. هذا التدني يعكس أيضًا ضعف الإنتاجية وانخفاض القيمة المضافة للقطاعات الاقتصادية التي يعمل فيها الشباب، مما يستدعي إصلاحات هيكلية لتحسين الوضع الاقتصادي.

تعود أسباب تدني الأجور إلى عدة عوامل هيكلية. تفتقر الأرياف التونسية إلى البنية التحتية الضرورية لتطوير الأنشطة الاقتصادية، مثل الطرق المعبدة والمرافق الأساسية كالماء والكهرباء، مما يحد من إمكانية إقامة مشاريع اقتصادية مستدامة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الشباب في الأرياف من نقص في فرص التعليم والتدريب المهني، مما يؤثر على مهاراتهم ويقلل من فرص حصولهم على وظائف جيدة الأجر. تعتمد الأرياف بشكل كبير على الزراعة التقليدية، التي تعاني من ضعف الإنتاجية وقلة التنوع، مما ينعكس سلبًا على الأجور. كما أن السياسات الحكومية تفتقر إلى التركيز على تنمية الأرياف بشكل متوازن مع المدن، مما يساهم في تزايد الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين المناطق الحضرية والريفية.

لمعالجة هذه التحديات وتحسين أوضاع الشباب في الأرياف التونسية، يمكن تبني عدة حلول. يجب على الحكومة التركيز على تحسين البنية التحتية في الأرياف، مما يسهل جذب الاستثمارات وإقامة المشاريع الاقتصادية. كما يمكن توفير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة للشباب في الأرياف، مما يساهم في رفع مستوى مهاراتهم وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف جيدة الأجر. ينبغي العمل على تنويع الأنشطة الاقتصادية في الأرياف، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الابتكار في القطاعات الزراعية وغير الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر تطوير سياسات حكومية تركز على دعم الأرياف، من خلال تقديم حوافز للاستثمار وتطوير برامج اجتماعية تستهدف تحسين الظروف المعيشية للشباب.

تشير البيانات إلى أن الشباب في أرياف تونس يواجهون تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة انعدام الدخل وتدني الأجور. يتطلب حل هذه المشكلات تبني مقاربة شاملة تركز على تحسين البنية التحتية، وتعزيز التعليم والتدريب، وتنويع القاعدة الاقتصادية، وتطوير سياسات حكومية داعمة. بدون تدخل فعّال، ستظل الأرياف التونسية تعاني من الفقر والتهميش، مما يؤثر سلبًا على التنمية المستدامة للبلاد بشكل عام.

 

بقلم عادل العباسي ✍️ 👏 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.