في ظل الأحداث الأخيرة التي تندرج ضمن إطار المعارك الدائرة في منطقة جباليا، يتجلى أداء المقاتلين بمستوى يفوق ما شهدناه في بداية النزاع. وراء هذا التحسن الواضح يكمن سر التكيف مع الظروف المتغيرة والقدرة على تطوير استراتيجيات القتال بما يتناسب مع المتغيرات الميدانية والتحديات الجديدة. يبدو أن الإسرائيليين مذهولون ومصدومون من مدى التطور الذي يشهده أداء المقاتلين في جباليا، والذي يجعل استمرار وجودهم العسكري في قطاع غزة يبدو أمرًا شبه مستحيلًا.
تتوالى العمليات العسكرية المتنوعة والمتزايدة في مختلف جبهات القتال، حيث تضطر الطائرات الإسرائيلية إلى نقل القتلى والجرحى بشكل متواصل، مما يعكس حجم الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي وضعف قدرته على مواجهة هذه التحديات.
يعكس المشهد الحالي رسالة قوية إلى العدو والصديق على حد سواء، مفادها أن استمرار الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة لم يعد يعتمد على اختيار، بل أصبح أمرًا لا مفر منه. ومن ثم، فإن مواقف التفاوض الفلسطينية ستكون أكثر حزمًا، في حين سيكون على إسرائيل مواجهة ضغوط متزايدة للتوصل إلى تسوية بعد نهاية العمليات الحالية، دون الحصول على إعادة أسراها أو تغيير في واقع الوجود الحماسي في غزة.
تأتي هذه الضغوط العسكرية في ظل احتفالات إسرائيل بعيدها المزعوم للاستقلال، وذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، مما يبرز الفشل المستمر لإسرائيل في تحقيق أهدافها الإستعمارية بعد مرور 76 عامًا على تأسيسها. ويجب أن تتوجه الأمة إلى فهم أن الفلسطينيين وحلفاءهم يشكلون العقبة الرئيسية أمام تقدم إسرائيل نحو الجغرافية العربية، فقد استنزفوا إسرائيل بكل ما أوتوا من قدرات، ومنعوها من تحقيق أهدافها الاستعمارية. وفي المقابل، فإن تطبيع العرب مع إسرائيل وإهمال قضية الفلسطينيين هو ما ساهم في استمرارية هذه القضية وتأجيل حلها.
- بقلم عادل العباسي ✍️ 👏 🇵🇸
