في ظل التطورات السياسية الراهنة، يتضح أن تغيير استراتيجية التفاوض يحمل في طياته تبديلًا جذريًا في ديناميكية المشهد الإقليمي. فعدم اللجوء إلى المفاوضات تحت النار يعني أن الأطراف المعنية تسعى إلى فتح مجال للحوار والتفاهم دون تأثير العوامل القهرية.
وبينما تعتبر هذه الخطوة شبه مستحيلة، فإنها تقضي على الغطاء الذي كان يوفره العدوان الإسرائيلي أمام الوسطاء والشعب الفلسطيني، وتضع الأمور على واقعها دون أي تشويش.
وهنا يأتي دور حماس، التي من المتوقع أن تستثمر بقوة في الضغط العسكري في غزة وتوسيع نطاق عمليات حزب الله، بهدف صدم المجتمع الإسرائيلي وزيادة الضغط على الوسطاء والمؤسسات الأمريكية.
ومع دخول معبر رفح في المعادلة، يصبح من الواضح أن الأفق الحربي بات غير واضح المعالم، وأن القدرة على تسويق الحرب تتضاءل أمام تلك التطورات السريعة.
بالتالي، فإن تعديل استراتيجية التفاوض يشكل تحولًا جذريًا في المشهد السياسي، مما يتطلب إعادة النظر في الأساليب والتحالفات المستخدمة لتحقيق الأهداف المرجوة.
بقلم عادل العباسي ✌