عندما يصرخ الصمت فينا :
بقلم الأستاذة فاطمة بوبكري
أن تجلس فترة من الزمن في مكان ما من أماكن منطقة جنوبية شبه صحراوية فريدة وقد اختار هذا المكان الامتداد له سمة والغموض فيه سرّا، فأنت تجد نفسك قد التهمتك عوالم من الصمت الرهيب العميق حيث لا قرار.
فلا تخال نفسك إلا وأنت تبحر وتبحر وأنت تنصت إلى صمت الموجودات هناك . لا أنت تعي ما تشاهد وترى ولا أنت تجهل ما تحاول استيعابه، فقط أنت تسبح في أجواء أخذتك أجنحتها تارة إلى أعالي الفضاء فتلامس السماء وطورا تغوص في أعمق خبايا اللاوجود بما أن الموجودات تصمت و تتوقف فتغيب بعيدا عن الجوارح فلا أنت تراها ولا أنت تسمعها ولا أنت تجد لها أثر عطورٍ.
نُسيْمة صيفية مسائية خفيفة توقظ فيك حينًا انتماءك لعالم ذلك المكان الذي أنت فيه فتنتفض تبحث عن جسم تلمسه ليأخذك إلى المحسوس من جديد.
- في غفلة عن الزمان والمكان.–