الذكاء العاطفي

ما هو الذكاء العاطفي؟
µإنّ مصطلح الذكاء العاطفي (بالإنجليزية: Emotional Intelligence) يعني مقدرة الشخص على تحديد وإدارة والتحكّم بمشاعره الشخصية ومشاعر الآخرين، وهو يشمل عادةً ثلاث مهارات أساسية هي؛ الوعي العاطفي؛ والذي يعني مقدرة الشخص على تحديد وتسمية مشاعره الشخصية ومشاعر الآخرين، والقدرة على استغلال هذه المشاعر وتعليم الآخرين كيفية توظيفها في مهام فكرية مثل؛ حل المشاكل أو التفكير، والمقدرة على التحكم بالمشاعر؛ والتي تتضمن كلاً من تحسين المشاعر الشخصية عند الحاجة، وإسعاد أو تهدئة الآخرين.

ما أهمية الذكاء العاطفي؟
لا يخصّ الذكاء العاطفي الأشخاص الذين يتواصلون مع الآخرين بكثرة فقط، وذلك لأنّ أهميته وآثاره تتخطى الناحية الاجتماعية من حياة الإنسان لتصل إلى كافة جوانب الحياة، وفيما يأتي توضيح لأهمية الذكاء العاطفي في الحياة:
* تحسين الصحة الجسدية وذلك بزيادة مقدرة الشخص على رعاية نفسه والتحكّم بمعدلات التوتر لديه، والذي له تأثيرٌ كبيرٌ على الصحة العامة.
*تحسين الصحة العقلية يؤثر الذكاء العاطفي على منظور الشخص في الحياة، ويساعده على تخفيف التوتر وتجنّب الاكتئاب وتقلبات المزاج.
* تقوية العلاقات بفهم المشاعر والمقدرة على التحكّم بها، يتمكن الشخص من التواصل عاطفياً بطريقة بناءة، ويتمكن من فهم الآخرين والترابط معهم.
*حل الخلافات يتمكن الشخص من حل الخلافات وتجنّبها عند مقدرته على تمييز مشاعر الآخرين والتعاطف معها، كما ويتمكن من النقاش بشكل أفضل؛ بسبب مقدرته على فهم حاجات ورغبات الآخرين.
* النجاح يساعد الذكاء العاطفي على تبني حوافز داخلية أقوى، والذي يحدُّ من المماطلة للوصول إلى الهدف، ويزيد الثقة بالنفس، ويحسِن المقدرة على التركيز على الغاية. التأثير الإيجابي على القيادة يجعل الذكاء العاطفي الشخص قيادياً أفضل، بسبب مقدرته على تحفيز الآخرين وبناء روابط أقوى معهم.
علامات الذكاء العاطفي
يوجد مجموعة من العلامات التي تدل على امتلاك بعض الأشخاص ذكاء عاطفيًا مرتفعًا، وفيما يلي أبرزها:
* التواضع يعد التواضع من السمات المميزة للأشخاص الذين يمتلكون ذكاء عاطفيًا مرتفعًا، فهم قادرون على التعامل مع غيرهم بعيدًا عن الغرور والتكبر، الأمر الذي يجعلهم قريبين منهم بقدر كافٍ، كما أنهم قادرون على تقبل النقد ومحاولة تطوير أنفسهم باستمرار.
*النزاهة يتصف أصحاب الذكاء العاطفي بتبنيهم قيمًا ومبادئ وتمسّكهم بها في ظل الظروف المختلفة التي يتعرضون لها في حياتهم.
*الحذر والتروي يتصف من يمتلكون ذكاء عاطفيًا مرتفعًا بقدرتهم على التعامل مع من حولهم بحذر بحيث يخشون التسبب بأي أذى لهم سواء بالقول أو الفعل، فهم يتحملون مسؤولية كل ما ينطقون به، وكل تصرف يقومون به.
* تطوير الذات باستمرار من يمتلك ذكاء عاطفيًا مرتفعًا يسعى دومًا للتغير من نفسه نحو الأفضل، فهو يغير كل الصفات التي يجد بأنها بحاجة إلى تغيير، ويحسن كل ما هو بحاجة إلى تحسين ليصل إلى مرحلة الرضا عن نفسه.
كيفية تطوير الذكاء العاطفي
يمكن لأي شخص تنمية مهارات الذكاء العاطفي لديه عبر اتباع مجموعة من النصائح التي من شأنها مساعدته على تطوير هذا الجانب من شخصيته، وفيما يأتي توضيح لأبرزها:
الانتباه إلى المشاعر والسلوكيات اليومية
يمكن تطوير الذكاء العاطفي عبر التركيز في نهاية كل يوم في كيفية سير الأحداث والتفاعلات الإيجابية أو السلبية للشخص مع من حوله، وسيساعده تدوين أفكاره على تحديد أنماط سلوكياته وردود أفعاله مقارنة مع غيره، فيحدد أين تميز، وأين أخطأ، وكيف كانت مشاعره وطريقة تعاطفه مع غيره، كل ذلك سيساعده على التطوير من نفسه.[٤] كما يمكن للشخص الانتباه إلى مشاعره تجاه مواقف معينة، والتفكير في الأسباب التي أدت لتلك الاستجابة العاطفية القوية أو الضعيفة للأحداث التي تدور من حوله، فهذا سيساعده على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين.

الاستماع إلى الآراء والنقد البناء

يساعد استماع الشخص إلى آراء الأشخاص المحيطين به والذي يتعامل معهم يوميًا، بالإضافة إلى تقييمه الذاتي لنفسه على تطوير جوانب عدة من الذكاء العاطفي لديه، فعلى سبيل المثال؛ بإمكانه سؤال زملائه في العمل عن نقاط قوته وضعفه التي يرونها، أو أي سلوكيات تصدر منه دون انتباه ليتمكن من تعديلها.

التدرب على الاستماع النشط
يعد الاستماع النشط والفعال من أهم السمات المميزة لمن يمتلكون ذكاء عاطفيًا مرتفعًا، وبالتالي فإنه يمكن التدرب على تلك المهارة وممارستها عبر التركيز على ما يقوله المتحدث، واستخدام الإيماءات والإشارات غير اللفظية للتفاعل معه، الأمر الذي سيجعل من السهل التواصل مع الآخرين وفهم أفكارهم ومشاعرهم، وتطوير مهارات الذكاء العاطفي لديه.

أخذ دورة تدريبية عبر الإنترنت
يمكن للمهتمين بتطوير الذكاء العاطفي لديهم وتعزيز قدراتهم القيادية أخذ دورة تدريبية عبر الإنترنت بمساعدة أشخاص لديهم معرفة واسعة في هذا المجال، وعبر التواصل مع الأشخاص الآخرين المهتمين بتطوير هذا الجانب لديهم، الأمر الذي سيساعدهم على اكتساب مهارات ومعارف جديدة.

العناصر الرئيسية للذكاء العاطفي
يشمل الذكاء العاطفي على خمسة محاور أو عناصر تتضمن ما تمّ شرحه مسبقاً، وهي كما يلي:

الوعي الذاتي
هو المقدرة على تحديد المشاعر فور الإحساس بها، والتي تُعدّ الركيزة الأساسية للذكاء العاطفي، ومنْ أهم العوامل التي يعتمد عليها الوعي الذاتي ما يأتي: القدرة على تحديد المشاعر الشخصية وتأثيرها.
الثقة بالمشاعر والتأكّد من القيمة الذاتية للشخص وقدراته.
التنظيم الذاتي هي المقدرة على التحكّم بالمشاعر ومدى تأثيرها، والقدرة على تحويل السلبية منها إلى إيجابية مثل؛ مشاعر الغضب والتوتر أو الاكتئاب، وهي تتضمن: التحكم بالدوافع الشخصية ذات النتائج السيئة.
الحفاظ على معايير الصدق والنزاهة.
تحمل عواقب الأفعال الشخصية. تقبل التغييرات بمرونة. الانفتاح لأفكار جديدة. الدافع لتبني الدافع اللازم لتحقيق الإنجازات، لا بدّ أنْ يمتلك الشخص أهدافاً واضحةً ومنظوراً إيجابياً، ويظهر الذكاء العاطفي عنده عند مقدرته على تحويل أي منظور سلبي إلى إيجابي والتحكم بالأفكار السلبية فور مراودتها له،
والدافع يتضمن ما يلي: الرغبة المستمرة في التطوير أو مواكبة معايير الامتياز. الالتزام بأهداف المجموعة
أو المنظمة. الجاهزية للتصرف عند حلول الفرص. التفاؤل. التعاطف هي مقدرة الشخص على استنتاج ما يشعر به الآخرون، وهي تشتمل على: توقع مشاعر الآخرين وتلبية حاجاتهم. تطوير الآخرين من خلال تعليمهم كيفية توظيف مشاعرهم لتأدية مهام مختلفة. استقطاب الفرص التي تناسب بعض الأشخاص. قراءة مشاعر المجموعات. فهم المشاعر المخبّأة خلف احتياجات الآخرين. المهارات الاجتماعية إنّ الذكاء العاطفي من أهم المهارات الاجتماعية التي برزت في عالم التواصل الاجتماعي الحديث، فعلى الرغم من مقدرة الشخص على التواصل غير المحدود مع الآخرين فهو لن يتمكن من فهمهم والتعاطف معهم إنْ لم يمتلك الذكاء العاطفي، والذي يتضمن: استخدام تقنيات الإقناع الفعالة. إرسال رسائل واضحة. إلهام وقيادة المجموعات والأشخاص. إحداث التغيير أو التحكّم به. فهم ومناقشة وحل الخلافات. بناء العلاقات وتقويتها. العمل مع الآخرين نحو تحقيق أهداف مشتركة. خلق التآزر الجماعي.
نورا شيشاني
عن موقع موضوع

 

 

Comments (0)
Add Comment