بعض موجهات الإصلاح التربوي..

بعض موجهات الإصلاح التربوي
د.عبد العزيز كردي
أضع بين أيدي القراء الكرام بعض موجهات الإصلاح التربوي المثمر، عسى أن تنير الرأي العام حتى يكون له رأي مؤسس على ضوابط علمية وتجريبية، ويعلم من يعرفني (حتى يطمئن القارئ الكريم لا أكثر) أني مختص في التربية والتعليم اختصاصا قائما على بحث النظري بلغ حد الدكتورا وعلى تجربة ميدانية في التدريس من الابتدائي والثانوي إلى العالي وفي التفقد قطعتْ مراحله كلها حتى أعلاها، وسنكتفي في مرحلة أولى بموجهات عامة، فإن وجدت تفاعلا واهتماما بالموضوع عرضت ما شاء الله من التفاصيل في حلقات متتالية هي خلاصة تصور عام يعيد بناء التربية والتعليم في بلدنا على أسس نعتقد أنها كفيلة بإحداث تغيير جوهري في أقصر وقت ممكن ودون تكاليف تذكر بل نزعم أن المتوفر اليوم كاف وزيادة بإحكام التصرف فيه والله من وراء القصد
1. مدة التمدرس ومراحله:
* مرحلة رياض الأطفال وما في معناها حتى سن الخامسة
* سنة تحضيرية برياض الأطفال أو بالمدرسة طيلة عام واحد (على نحو مختلف عن للموجود)
* درجة أولى بأربع سداسيات (أي بسنتين) مخصصة للقراءة والكتابة والحساب وفق نمو الطفل، ولأنشطة حسية حرية لتنمية القدرات والمهارات المختلفة ( اي لا نحتاج أكثر من ثلثي الوقت الحالي على الأكثر= ساعات درس محدودة جدا وبقية الوقت في فضاءات يقوم عليها صنف من المعلمين لأنشطة مختلفة ممتعة وبانية للقدرات والمهارات وكفايات الحياة…)
* درجة ثانية بأربع سداسيات (سيتضح القطع مع خسارة عام كامل يسمى عام رسوب وسنجد مجالا للتدارك) تتقلص فيها الأنشطة الحرة نسبيا لفائدة التعليم الممنهج (في قاعة الدرس للتقدم خطوة في أساسيات التعلم: اللغة والحساب وما يبني القيم وبعض المعارف العلمية الأخرى المبسطة فضلا عن تواصل دعم القدرات والمهارات وكفايات الحياة بطريقة ممنهجة وللتمهيد للتجريد ببلوغ الطفل عشر سنوات
درجة ثالثة بسداسيتين هي الخطوة الأولى في التعلم تتضمن الأساسي فقط مما يدرس اليوم بالسنتين الخامسة والسادسة فضلا عما تم تطويره من مهارات وكفايات حياة
= الخلاصة ينهي المتعلم التعليم الابتدائي (المرحلة الأساسية الأولى) وعمره أحد عشر عاما
* درجة رابعة بأربع سداسيات تمثل الحلقة الأولى من المعارف النظرية المختلفة في اللغة والحساب والعلوم والتكنولوجيات والمعارف القيمية والاجتماعية كالتاريخ والجغرافيا ولكن على نحو مختلف مما يجري به العمل اليوم إذ تخلص البرامج مما يقرب من الثلث من الحشو الذي يرهق المتعلم اليوم ولا يفيده في حياته
* درجة خامسة بأربع سداسيات تمثل الحلقة الثانية المكملة للدرجة الرابعة والممهدة لمرحلة أولى من الاختصاص وبها يكون المتعلم قد تمكن من حد الكفاية من المعارف والقيم وكفايات الحياة لخوض غمار حياته، واتضحت ميولاته وقدراته وأصبح بما امتلكه من مهارات جرت رعايتها على امتداد سنوات قادرا على اختيار مسلك في الحياة
= ينهي المتعلم التعليم الأساسي وعمره خمسة عشر عاما وقد جاء على أساسيات التعلم جميعها وبنيت لديه القيم والكفايات الأساسية للحياة
* درجة سادسة بسداسيتين تمثل الجذع المشترك بين الاختصاصات وفيها تتقلص المعارف العامة التي تثقل كاهل المتعلم اليوم وتنصرف الهمة إلى ما يمهد للاختصاص الأولي
* درجة سابعة بأربع سداسيات في مسلك واحد من بين خمسة مسالك: اللغة والآداب/ العلوم الانسانية والاجتماعية / العلوم والرياضيات / التقنية / التكنولجيات الحديثة
يذكر أن ساعات الدراسة ستكون اقل كثيرا مما يجري به العمل وأن ما لا يدخل في الاختصاص يدرس بكيفية ممتعة خالية من الضغوط القائمة اليوم على شكل حصص تكميلية مختلفة تمام الاختلاف عما يجري به العمل اليوم
= يحصل المتعلم على البكالوريا وعمره ثمانية عشر عاما على الأكثر
ملاحظة: تفتح مناظرة للتربية والتعليم خلال الصائفة للحاصلين على البكالوريا من أصحاب أفضل النتائج في جميع المسالك تؤهل الناجحين فيها للالتحاق بمعاهد التربية والتعليم ولهؤلاء برنامج خاص في المرحلة الجامعية يمتد على سنتين أو أربع سنوات لتخريج أستاذة التعليم الأساسي والثانوي ولهؤلاء امتيازات ليست لغيرهم …
* درجة ثامنة: بأربع سداسيات في الجامعة تخصص للقاعدة العامة للتخصص وتخلص من عبء عرفاني كبير يعانيه الطلبة اليوم
* درجة تاسعة بسداسيتين تخصص لما وراء معارف الاختصاص، يتقلص فيها العرض النظري لفائدة البحث
= ينهي الطالب هذه المرحلة وعمره واحد وعشرون عاما على الأكثر لأن الدراسة ستقوم على وحدات يمكنه تحصيلها في مدة أقصر
* درجة عاشرة: مخصصة للماجستير والدكتورا وفيها تفصيل يُعرض في أوانه
2. الامتحانات: تتعدد التقييمات التكوينية التي تهدف إلى تبين مواطن النقص في التكوين ويجريها المدرسون على اشكال مختلفة في ساعات التعليم ولكنها لا تشفع بأعداد ولا اثر لها جزائيا اي لا يتوقف عليها ما يعرف اليوم بالرسوب (الذي سيختفي نهائيا) والنجاح
أما الامتحانات التي يتوقف عليها تجاوز الوحدة التعليمية إلى التي تليها فتكون كما يلي:
– في نهاية كل سداسي
– يكون المطلوب فيها معلوما لدى المدرسين والمتعلمين
– تعدها هيئة من المدرسين والمتفقدين جهويا
– تصلح جماعيا في مراكز العمل ودون مقابل لأنها من ضمن المهام الأساسية بإشراف هيئات من المدرسين والمشرفين البيداغوجيين وتكون الأوراق دون أسماء (على نحو قريب مما يجري به العمل في البكالوريا لكن في مستوى جهوي)
– ينال المدرسون في ضوء نتائج تلاميذهم منحة إنتاج مجزية تعوض المنحة الحالية لكنها أكبر مرات (فمن نجح جميع تلاميذه حصل على المنحة كاملة ومن فشل تلاميذه لم ينل إلا بقدر نسبة الناجحين، وتكون هذه النتيجة سندا في إسناد مهام التدريس مستقبلا فمن تعثر أكثر من مرة مثلا سيكلف برعاية التلاميذ في المناشط المهارية أو بمهام تربوية غير التدريس ولا حرج أن يستغنى عن خدماته متى لم يكن أهلا لذلك وفق ضوابط صريحة واضحة… وفي هذا تفصيلات يأتي ذكرها لاحقا)
– تتعلق هذه الامتحانات بالأساسي من التعلمات دون غيرها (قد لا يجاوز امتحان البكالوريا في مسلك ما اختبارين أو ثلاثة وتقيَّمُ بقية التعلمات التكميلية بطريقة أخرى على امتداد فترة الدراسة… )
– تنتفي مقولة النجاح والرسوب، فمن حقق المطلوب في باب من أبواب التعلم انتقل إلى ما يليه، ومن تعثر في باب تم تدارك تعثره في الباب نفسه … )
– تختفي مقولة المعدل إذ ثمة تعلمات لا بد من حذقها ولا يمكن تجاوزها تحت عنوان حصول المتعلم على معدل عام وثمة تعلمات لا يمكن أن تعطل المتعلم عن النجاح وإن فشل فيها… )
– ….
3. الكتب والأدوات المدرسية:
– يباع ما يستهلك منها ولا يعاد استخدامه بالمؤسسات التربوية دون سواها، ويستعار ما يمكن إعادة استخدامه مثل بعض الكتب من المؤسسة التربوية أيضا بمقابل ولكن يمكن إرجاعه سليما ويتسلم المتعلم الكتاب الذي يلي بمقابل زهيد (يمثل هذا موردا من موارد المؤسسة التربوية كما سيأتي في فقرة أخرى)
– عدد الضروري من الكتب المدرسية محدود جدا وبعضه يستعمل بالمؤسسة التربية ولا يصحب المتعلم في غدوه ورواحه (ستكون كلفة الدراسة التي يتحملها الولي أقل مرات مما هي عليه اليوم)
– بعض أدوات الدراسة تكون ملكا جماعيا يتصرف فيه المتعلمون تحت رعاية مدرسهم
(يتبع)
د.عبد العزيز كردي
Comments (0)
Add Comment