“الليالي السود يخضار فيها كل عود”
في ليلة الفصل بين الثالث عشر و الرابع عشر من شهر جانفي من كل سنة تدخل “الليالي السود” حسب التقويم الفلاحي و تمتد من الرابع عشر من شهر جانفي إلى الثاني من شهر فيفري. تتميز هذه الفترة ببرودة نهارها و دفىء لياليها ،على عكس “الليالي البيض” التي تسبق “الليالي السود” و تعود تسميتها بهذا الإسم لكثافة السحب و تراكم الغيوم فيها. أكثر ما يمييز هذه الفترة هو نمو الزرع ،حيث تراه يهتز و يربو فوق الأرض بعد سباتٍ لازمه خلال فترة”الليالي البيض” . يسوق الفلاح التونسي في هذا الإطار مثلا جميلا مفاده “في الليالي السود يفتح كل عود” أو “في الليالي السود يجري الما في كل عود” حيث تنهض الشجرة و يسيل الماء في أغصانها فتراها تبرعم و تزهر لكي تواصل نموها طيلة فترة الشتاء المتبقية. و يستبشر الفلاحون بهذه الليالي و يستحبون نزول الغيث فيها و يعتبرونها تقويما فلاحيا مطابقا للتوقيم المناخي المعمول به ، حتى أنهم يطلقون عليها ضروبا من الأمثال الشعبية كما ذكرنا آنفًا ، و قيل فيها أيضاً” إذا تكلم السحاب في الليالي غير افرحوا يا عيالي ، و حضروا المْسِحْ و المْذاري”.
مع تحيات هدى