مخاطبات في القُداس الإلهي والصلوات..إلى روح المُرابطة شيرين أبو عاقلة

مخاطبات في القُداس الإلهي والصلوات

إلى روح المُرابطة شيرين أبو عاقلة هناك في عالم الملكوت

د. زهير بن يوسف

 

1 – المخاطبة الأولى:

ومما جاء في كتب الفضائل:

أداء محمّد، وهو نبي الإسلام، صلاة الغائب، هو وصحابته، على النجاشي ملك الحبشة، وهو مختلف عنه في الدين،

ولكنه شريك له في الإنسانية.

وممّأ جاء في كتب السّيرة:

قيام محمّد، وهو النبيّ، لما مرّت به جنازة، وقد كانت ليهودي،  ولما استفسِر،  قال مستنكرا:

او ليست نفسا( بشرية)؟

وزاد آخر فقال:

او ليست ” نظيرا لكم في الخلق”؟

 

2- المخاطبة الثانية:

ومما جاء في حوليات الإسلام المبكُر :                                                أن الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، الملقب بخامس الخلفاء الراشدين، لمّا شعر بدنوُ اجله، اختار أن يُدفن بجوار  صديقه سمعان الراهب، وهو طبعا مسيحي، في الدير الذي كان يتردد عليه فيه للمحاورة، والمناقشة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والسجال،

وحيث يثوي إلى الآن،،، قريبا من معرّة النُعمان، بعد أن أصر عمر بن عبد العزيز أن يدفع ثمن قطعة الأرض التي أراد أن يكون مثواه الأخير بها، وأرادها صديقه الراهب هبة منه وهدية له حبّا بجواره.

 

3- المخاطبة الثالثة:

ومما جاء في كتب الحوليات والتواريخ  ما حدّث به سالم بْن المنذر، قَائلا:

” لما سَمِعْتّ الصيحة بوفاة الإمام الأوزاعي( ت 774م) خرجتُ، فأول من رأيت نصرانيًا قد ذرّ عَلَى رأسه الرّماد،

قَالَ: فلم يزل المسلمون، من اهل بيروت، يعرفون ذَلِكَ لَهُ،

وخرج فِي جنازته اربع أمم، ليس منهأ واحدة مع صاحبتها،

وخرجنا يحمله المسلمون،

وخرجت اليهود في ناحية،

والنصارى في ناحية،

والقِبط في ناحية.

 

4- المخاطبة الرابعة:

أداء الفلسطينيين المسلمين اليوم الجمعة 12 ماي 2022 لصلاة الغائب على الشهيدة شيرين أبو عاقلة،

أيقونتهم المسيحية،

في كامل أرجاء الأراضي الفلسطينية،

في ذات اللحظة التي كانت تؤدى على روحها الطاهرة صلاة القُدّاس الإلهي بكنيسة الروم الكاثوليكيين بالقدس المحتلة، قُداس شهده مسيحيون ومسلمون معا،

وعظمته، وبشكل متزامن وموحد، ولأول مرة في تاريخ المسيحية العربية،نواقيس ابراج كل كنائس القدس وبيت لحم، على اختلاف الطوائف وتباين العقائد والمذاهب.

وتوشحت فيه بالسواد المآذن والمساجد

 

  1. المخاطبة الخامسة:

لاح له الموكب المريميّ محمولا على الأعناق، يتقدم مهيبا، جليلا، كما المسيح على طريق الآلام،  ولكن مجللا بالسواد متوجا بشوك الجبال.

وما إن تقدم الموكب المأتمي بعض الخطوات

حتى برز  يهوذا الإسخريوطي،

وتصدى له بالهراوات: انتهاكا واعتداء،،،

 

جثا، واغرورقت عيناه قهرا، فبكى،،،

 

ولكن الرايات كانت أعلى من خيانة يهوذا وأسمق وأسنى وأسمى واعتى.

من قال إنّ خيانة يهوذا  واحدة فقط  في التاريخ البشري،

وإن كانت من أشهر الخيانات!

 

6 – المخاطبة السادسة:

وبدا له الجسد الزكيّ هناك مُسجّى في أكفانه البيضاء:

صفاء ونقاء ورضى

فأجهش من جديد دموعا حرّى، وردد:

ليرحمك الله يا سيّدة الشهداء،

” لقد ألنتِ مِنّأ قلوبا قاسية، وأبقيتِ لنا في العالمين ذِكرا، وزرعت لنا في قلوب الناس محبّة”، وجعلت لنا بين احرار العالم وشعوبه المحبة للسلام رِكزا.

” صلى عليك محمدٌ وشقيقُه عيسى،

وصلى اللهُ والإنسانُ

فلكِ الشهادةُ والخلودُ وجنةٌ

ولقاتليكِ الموتُ والنيران”.

Comments (0)
Add Comment