الموقع الأثري  بيلاليس مايور:

منتزها أثريا وطنيا مهدورا ؟

د. زهير بن يوسف، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس

 

1- سهل المعالم والمواقـع:

بيلاليس مايور Bélalis Maior أوهنشير الفوّار واحد ممّا يزيد على مائة (100)موقع أثري يتناثر معظمها في الأحواز القريبة لمدينة باجة في حيّز مكاني لا يتجاوز شعاعه 10 كلم أمسى جلّها معرّضا للتّلاشي والاضمحلال والنّهب أيضا، نخصّ بالذكر منها مقبرة جبل بوعنبة البونيّةNécropole Phénicienne، حمّام سيّالة (Aquae Trajanae) كاف رُشقة أوهنشير المالح، هنشير الرّوماني (Novis Aquilanis) هنشير الحمري ( Picus) قصر مزوار، عين شالو، عين المعبد (Thunigaba)، النّقّاشيّة، سيدي مهيمش، سيدي الرّايس، بو دكّـو، هنشير بالشّوك، منزل قُرشي، منزل كوزيّة، هنشير المِهران، القوسة، جسر تراجان، عين صبّاح فضلا عن عين قصر حديد والمغيريّة اللّذين يدلّ ما بقي على وجه الأرض من معالمهما أنّ أعمال الاستكشاف بهما قد تزيح التّراب عن مدينتين أثريّتين رومانيّة وإسلاميّة لا تقلاّن أهمّيّة عن  بيلاليس مايور Bélalis Maior أوهنشير الفوّار.

 

2  – بيلاليس مايور مدار أطروحة ومدعاة تقدير:

ينتصب هذا الموقع على بعد 10 كلم من باجة في نقطة متعامدة مع الطّريق الرّئيسيّة رقم 11 باجة – بنزرت مشرفا على السّهل الكبير الّذي تقع على بعض تلاله حاضرة الإقليم: فاقة الرّومانيّة (Vaga ) أو سبتيميا (Septimia) أو تيودورياس البيزنطيّة (Theodorias ) أو باجة القمح العربيّة ( باجة الحاليّة)، باجة الفاخرة كما كان يحلو لحاميها الرمزي في العصور الحديثة الفقيه المتصوّف سيدي صالح الزلاوي أن يسميها.

والظاهر أن بيلاليس مايور قد كانت بالتأسيس قرية نوميدية فلاحية صغيرة،  قبل أن ترتقي إلى نوع من البلدية الصغيرة Pagus مع توطّن جالية من المعمّرين الرومان بها وصولا إلى بلوغها مرتبة المستوطنة الرومانية الشرفية Colonie في القرن الرابع للميلاد أي خلال فترة حكم الأسرة السيفيرية ممّا يشي بثراء  هذه المدينة وحجم الازدهار الذي بلغته.

وإذا كان اكتشاف هذا الموقع يرجع إلى النقيب فانصون ( Vincent Capitaine) رئيس مكتب المخابرات بجيش الإحتلال الفرنسي سنة 1884  علاوة على لفته انتباه عالم الآثار رونيه كانيا (René Cagnat ) لمّا زاره سنة 1886 فإنّ أعمال التّنقيب وإجراء الأسبار والحفريّات ومن ثمّة استكشاف الموقع ودراسته تعود ابتداء وانتهاء وبشكل حاسم إلى عالم الآثار التونسي د/ عمّار المحجوبي. وقد مكّنته الأشغال الّتي أنجزها بتوجيه من الأستاذ بيكار (Picard ) بين 1960 و 1971 من إزاحة التّراب عن مدينة أثريّة معتبرة ستكون موضوع أوّل أطروحة دُكتورا يتحصّل عليها باحث عربي في التّاريخ الروماني القديم من جامعة السّربون بباريس:

Recherches d’histoire et d’archéologie à Henchir el- Faouar ( Tunisie),

La Cité des Belalitani Maiores

أبحاث في التّاريخ وعلم الآثار بهنشير الفوّار / بيلاليس مايور (منشورات جامعة تونس 1978) وهي الأطروحة الّتي نال بها الأستاذ عمّار المحجوبي جائزة التّراث والآثار التّقديريّة الرئاسية في اليوم الوطني للثّقافة (1991).

 

3 – بيلاليس مايور منتزها أثريّا وطنيّا:

تحتوي هذه المدينة الأثريّة الهامّة الّتي لا تقلّ قيمة عن هنشير القصبات (تيبورماجوس Thuburbo Majus) أو حيدرة أو شمتو على معالم تتوزّعها 14 هكتارا منها:

أ – بنايات عموميّة رومانيّة أدخلت عليها تغييرات خلال القرنين 4 و 5 للميلاد كالديوان الرومانيLa ، Curie، محور الحياة السياسية للمدينة وإطار حياتها الاجتماعية، وحمّام الفوروم Les Thermes du Forum، وحمّامات تيزي ومتاهة المينوطور، Les Thermes de Thésée et du Minautore والساحة العامّة المبلّطة / الفوروم Le Forum  … ) وهي بنايات تتخللها أنهج مبلطة بالكامل تقوم فوق قنوات مضمنة للصرف الصحي.

ب – معالم دينيّة مسيحيّة وقع تجديد بنائها وإعادة تهيئتها من قبل البيزنطيين ( كنيسة كبرى La Grande Basilique مع متعلّقاتها وأثاثها الطّقوسي مثل أحواض التّعميد Cuves Baptismales ، كنيسة صغرى La Petite Basilique …) توابيت حجريّة  Sarcophagesأنيقة …

ت- بالإضافة إلى نقائش دالّة على عبادة بعل حمّون أو زُحل ( Saturne ) ّوأبولون Appolon أجملها نَردٌ مرمريّ نقش عليه طائر العنقاء (Griffon  Le) وغراب اليُمن: بشير الخير في أساطير القدامى بما يؤكّد، علاوة على معبد الكابتول ببيلاليس مايور، وجود  معبد لأبولون بها كان هذا النرد من متعلقاته.

ث – منشآت عسكريّة ذات تحصينات خارجيّة تنتمي إلى العهد الفاطمي (909 – 972 ) والطور الزّيري (972 – 1049): حصن فاطمي  Fortin تحديدا تذكّر بقاياه بحصن النّقّاشيّة وقلعة عين المعبد (Thunigaba) وحصن زاقة وقلعة عين طونقة، وأطلال مسجد إسلامي يبدو أنه كان مصلّى الحصن، ودار للجند.

ج – لوحات فسيفسائيّة نادرة وبديعة أكثرها جاذبيّة فسيفساء المتاهة والمينوطور Minautore Le بحمّامات تيزي Thésée واللّوحات الفسيفسائيّة التي كانت محفوظة بمخزن الودائع الأثريّة بالموقع إلى حدود 2002 وهي اللّوحات الفسيفسائيّة التي تقبع اليوم بمخزن الودائع الأثريّة بقصبة باجة.

ح – منشآت مائيّة: آبار، خزّان مياه، آثار حنايا …

د- منشآت ذات علاقة بالنشط الفلاحي: معصرة زيتون بأرحيتها وأحواضها

ر- عشرات الأعمدة وأنصاف الأعمدة والتيجان الكورانثية والإيونية وقواعد التيجان المنحوتة بأشكال وزخارف وأحجام مختلفة من مواد محليّة.

ز- العديد من النُّصُب النذرية الوثنية والنقائش التخليدية اللاتينية بما فيها تلك التي تحمل إسم الموقع وتلك المهداة إلى الإمبراطور هادريان Hadrien والإمبراطور مارك أورال Marc Aurele وإلى ابنته Vibia Aurelia Sabina وأخرى مهداة إلى عدد من الأعيان المحليين والشخصيات السياسية الرسمية.

ونظرا إلى ما يتمتّع به هذا الموقع من ثراء أثري ومعماري فلقد نادينا منذ ما يزيد على عشرين عاما بضرورة استثماره اقتصاديّا وعلميّا بل والتمسنا لفتة رسميّة تعلنه ولمَ لا منتزها أثريّا وطنيّا يدمج ويوظّف في المشروع التّنموي و يثبت في المسلك السياحي لولاية باجة.

 

4 – بيلاليس مايور أو مذبحة الآثار في هنشير الفوار:

بالرّغم من حرص الدّولة عبر ما سنّته من تشريعات وما اتّخذته من إجراءات على الدّعم الأدبي للبحث والإبداع في شتّى مجالات المعرفة وحظوة التّراث الأثري والإتنوغرافي بالأولوية في هذا الإطار لعمق دلالته على الهويّة الثّقافيّة الوطنيّة مما يجعل العناية بالتّراث مسؤوليّة كبيرة تتطلّب تظافر كلّ الجهود ووعيا مدنيّا متطوّرا فإنّ الوعي بأهمّيّة هذا التّراث الأثري خاصّة ظلّ مفقودا عند العديد من الجهات إمّا جهلا بأهمّية هذا التّراث وإمّا جهلا بالقوانين الّتي تحميه.

من ذلك أنّ هذا الموقع الأثري، وبعد 42 عاما من رجوعه بالنّظر إلى وزارة الثّقافة ممثّلة في المعهد الوطني للتّراث حراسة وصيانة وتصرّفا، ورغم ما يتوفّر عليه من معالم هامّة وما تحويه المخازن الموجودة به من ودائع أثريّة ذات قيمة، قد أمسى على إثر صدور حكم استئنافي في شأنه بتاريخ 12/04/ 2001 لفائدة بعض الخواصّ مسرحا لتجاوزات حقيقيّة تستهدف واحدا من معالم التّراث الوطني هي إلى اليوم محلّ استنكار الخاص والعام، إذ يبدو أنّ الانتزاع لفائدة الدّولة لم يستكمل إجراءاته القانونيّة بحيث لم يتمّ التّعويض لفائدة أصحاب العقّار الأصليين ولا تمتّ تسوية وضعيّة العقار قانونيّا إذ ظلّ مسجّلا باسم مُلاّكه الأصليين إلى حدود تاريخ الانتزاع ؟

فلم يترك الملك الخاص في الموقع شبرا واحدا من هكتاراته الــ 14 يمكن أن يدخله المحراث إلا ودخله وأمعن في قضم كلّ مساحة يمكن أن تقضم على حساب المعالم الأثريّة البارزة:

ا- حتّى أنّ بعضها قد بعثرت مكوّناته تماما كالبازليك أو الكنيسة الصّغرى،

ب- وحُوصر بعضها الآخر محاصرة لصيقة جدّا ويمكن للمحراث أن يأتي عليه في أيّة لحظة وبكلّ سهولة وهذا حال فسيفساء المتاهة والمينوطور.

ت- وامتدّت أيادي التّخريب إلى فضاءات مختلفة من الموقع بعثرة وتحطيما:

* لقد حطّم اثنان من أعمدة البازليك أو الكنيسة الكبرى المرمرية،

* وشُطر إلى نصفين واحد من النُّصُب النّذريّة المهداة إلى الإله بعل حمّون جوار الفوروم  وأُلقي بالنصبين النذريين الثانيين أرضا بعد تحويلهما من موضعهما،

* وألحقت أضرار طفيفة  بنرد معبد أبولون المرمري الحامل لنقيشتي العنقاء وغراب اليُمن وزحزح من مكانه داخل الحصن إلى موضع قريب من المُعبّد وكأنّ الأيادي العابثة كانت تستعدّ للطّواف عليه ليلا وهو ما حدث بالفعل في وقت لاحق رغم إشعارنا الجهات ذات الصلة بمذبحة الآثار في هنشير الفوار في الإبان مباشرة  وبمكاتيب مضمونة الوصول مع الإعلام بالبلوغ نحتفظ  بوصولاتها وأصولها في أرشيفنا الخاص.

* ورُفعت النّقيشة المهداة من قبل البيليليطانيين سكّان بيلاليس مايور إلى Elagobal من مكانها رغم ضخامتها إلى حيث لا نعلم.

*أمّا التّابوت الصّخرى ( Sarcophage ) الضخم والأنيق فقد رفع هو الآخر من موضعه حيث أجريت حفريات عشوائية وأعمال نبش ليلقى بعيدا بعد أن أُتلف غطاؤه وألحقت به أضرار جزئيّة.

لقد ظلت أيادي الانتهاب تحفـر وبلا جدال ليلا  نهارا وبكثافة بحثا عن كنوز موهومة، استمعنا في ذلك إلى شهادات وتحقّقنا ذلك بالمعاينات في ثلاثة مواضع على الأقلّ: داخل حمامات الفـوروم وداخل حمامات تيزي ومواضع مختلفة من البازيليك الكبرى وسط الحصن الإسلامي حيث:

* تمّ نهب القبور كلّها تقريبا وحولتّ جوانبها الفخّاريّة إلى رميم،

* وامتدّ العبث إلى فسيفساء الأضرحة فلم يُبقِ منها إلاّ على شظايا،

* كما طال التّيجان وقواعد الأعمدة وعددا من الأحجار الصّقيلة.

كان هذا قبل التحولات السياسية التي عرفتها البلاد مطلع سنة 2011، أمّا بعد ذلك فقد لاحظنا أن الحفريات العشوائية قد غدت حفريات ممنهجة، حفريات عشوائية متواصلة على قدم وساق، عميقة وسطحية، لاحظنا أنها تجاوزت النبش إلى التحطيم وصولا إلى اقتلاع البلاط  وسرقة النقائش وما يزال الأمر على ما هو عليه إلى اليوم، والخشية كلّ الخشية أن يلتقي الجهل شعوذة مع الشّرّ انتهابا فيفقـد الموقع الذي بات سائبا، لاحسيب فيه ولا رقيب، بشكل خاصّ لوحاته الفسيفسائيّة الموثقة لدينا بالصور الثابتة والصور الحية ونُصُبه النّذرية ونقائشه النّادرة، والظاهر أنه قد قضي الأمر بالنسبة إلى عدد منها غير قليل.

 

5 –  حتّى متى وإلى متى  تتواصل محرقة الآثار بموقع هنشير الفوّار؟

لقد صدر عن إدارة المعهد الوطني للتّراث التماس إلى الجهات المختصّة بقصد تأجيل القرار الاستئنافي ريثما يقع النظر في تسوية وضعيّة الموقع واتّخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة لحمايته. كان ذلك منذ 14/09/ 2001 ولكن بلا طائل إذ تمسكت الملكية الزراعية الخاصة بمصالحها وفعلت ما حلا لها.                                                                                                                                   وظل الملف يراوح مكانه سنوات طويلة حتى عام 2015 تاريخ صدور الأمر الحكومي عدد 1342 لسنة 2015 المؤرخ في 14 سبتمبر 2015 المتعلق بالانتزاع للمصلحة العمومية لقطعة ارض اثرية كائنة بهنشير الفوار بمعتمدية باجة الشمالية من ولاية باجة،  تم انتزاع مساحة ( 19 هك، 134 آر 76 ص ) لفائدة هنشير الفوار نهائيا لتصبح المساحة الجملية للعقار( 26 هك 19 الر 30 ص).

ولكن ليظل الأمر على ما هو عليه، فسلطة الإشراف لا موقع حمت، ولا حارسا للموقع رتّبت، و لا المعالم من الانتهاك والانتهاب أُمّنت، ولا المعهد تمكّن فعليا من بسط سلطته على العقار بالحوز والتصرّف.

والسؤال الذي يطرح نفسه بعد كل هذا، وبكلّ إلحاح، ولاسيما:

* بعد تشديد المعهد الوطني للتراث، على صفحته الرسمية، في جوان 2021، بعد إشعارنا إياه بالانتهاكات التي يتعرض لها الموقع  وإعادة تركيز مصالحه الجهوية  لبعض الأعمدة الإسمنتية الحاملة لسياجه، على أنّ “مختلف مصالح المعهد، والعبارة له، تسعى إلى إعادة تسييج الموقع الأثري المذكور بالكامل  بهدف حمايته من المعتدين والمخربين”،

* وبعد الزيارة التي أدّتها السيدة حياة قطاط القرمازي، وزيرة الثقافة الحالية، إلى هذه المدينة الأثرية، خلال شهر نوفمبر الماضي( 2021) ومعاينتها الميدانية للوضعية المزرية التي أمسى عليها الموقع، والدعوة العاجلة التي أطلقتها لوالي الجهة ولكل الإدارات الجهوية ولكافة مكوّنات المجتمع المدني لاتخاذ التدابير الفورية اللازمة لحماية موقع هنشير الفوّار وكل المواقع الأثرية بالجهة مما يلحقها من انتهاكات وانتهابات،

إلى أيّ حدّ وقع التقدّم في تسوية هذه الوضعيّة المؤسفة وواقع الحال على ما نعاين من تمادٍ في التجاوزات؟

– أين هو إيفاء المعهد الوطني للتراث بما تعهد به  من إعادة تسييج بالكامل للموقع بهدف حمايته؟  وما الذي ينتظر لإعادة ترتيب حارس للموقع مع إحلاله في المنزل المعـدّ للغرض، وإن تعذّر الانتداب فما الذي يمنع من النّقل، إذ لا يعقل أن يترك موقع أثري بمثل هذه الأهمّيّة سائبا؟

– أين هو صدى نداء السيدة الوزيرة لدى  والي الجهة ولدى الإدارات الجهوية وخاصة منها الإدارات ذات الصلة وعلى رأسها المندوبية الجهوية للثقافة والمندوبية الجهوية للسياحة؟ وما هي إجراءات الحماية التي اتخذتها العاجلة منها والمرقوبة وأدناها الإسهام في تسييج الموقع  ولمَ لا ترتيب حرّاس له  اعتمادا على إحدى الآليات ومنها آلية عمال الحضائر؟ وتأمين الموارد البشرية التي يحتاجها الموقع لإعادة ترتيب ما تبعثر من محتوياته وما يمكن أن تقع تهيئته من مسالكه ومعالمه، والشروع في توظيف مساحات منه وفي مقدّمتها  الفوروم للعروض الثقافية سواء في إطار ثقافة القرب بالنسبة إلى التجمع السكني المجاور للموقع أو في إطار المدينة على محيطها، ولسنا ندري هل البلدية  بدورها معنية باعتبار دخول الموقع في مجال اختصاصها الترابي أم أنّها بذات اللامبالاة التي تتعاطى بها مع أزمة أماكن الذاكرة داخل المدينة؟

– أين هي منظمّات المجتمع المدني وجمعياته من منزلق الإهدار الذي بات يهدد ليس معالم الذاكرة الوطنية فقط وإنّما مواقع هذه الذاكرة؟ أين هي من الاستثمار الثقافي والتنموي في هذا الفضاء المتحفي والطبيعي المفتوح الذي بإمكانه أن يتحوّل، متى تضافرت الإرادات، إلى منتزه أثري وطني على غرار المنتزه الأثري الوطني بدقة( تبرسق) خاصة أنّ فضاء الفوروم  ببيلاليس مايور وحده قادر على احتضان مختلف العروض الثقافية والفنية وبطاقة استيعاب لا يستهان بها  ولا سيما في فصل الربيع؟

إنّ المطلوب، زيادة على هذا، وبشكل استعجالي:

1- المسارعة إلى ترتيب الموقع بكامله وتسجيله حتى يغلق ملفّ حمايته بلا رجعة.

2 – توظيف هياكل الاستقبال المتمركزة على مسافات متفاوتة قربا وبعدا من الموقع لإدراج المنتزه الأثري الوطني المرقوب ببيلاليس مايور ضمن المسلك السياحى البيئي والأثري لمدينة باجة وناحيتها.

3- إعادة تأهيل مخزن الودائع الأثرية بما يتلاءم مع وظيفته في حفظ الودائع الأثرية التابعة للموقع  وعرضها ( اللوحات الفسيفسائية، النقائش التخليدية، التماثيل المرمرية، النصب النذرية…) وتعزيز رصيده بالودائع الأثرية التي رُحّلت منه تباعا إلى متحف باردو وحديقة مركز الولاية ومخزن القصبة.

  1. تأسيس مركز تقديمي بالموقع لكل اللقى الأثرية التي تم العثور عليها بهذه المدينة الأثرية ( النقائش التخليدية، النقائش الجنائزية، القطع النقدية و الخزفية الإسلامية: الفاطمية والزيرية، اللوحات الفسيفسائية، إلخ) وكل ما من شأنه أن يكون نواة لمتحف بهذا الموقع على غرار مختلف المتاحف التاريخية والأثرية الوطنية بالبلاد ( شمتو، بلاريجيا، مكثر، سبيطلة، أوتيك، كركوان، نابل، النفيضة، سوسة، المنستير، لمطة، سلّقطة، الجم، صفاقس، قفصة، جرجيس).

.

د. زهير بن يوسف، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس

 

 

 

 

Comments (0)
Add Comment