عرض عرائسي داخل السجن المدني للنساء بمنوبة

عرض عرائسي خصوصي للمودعين بالمؤسسات السجنية في انتاج مشترك بين السجن المدني للنساء بمنوبة و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة : عرض عرائسي بعنوان”صندوق الحكايات”وهو عرض عرائسي موجّه للأطفال واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و16 سنة ،إخراج الأستاذة ميساء السعيدي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، دراماتورجيا طارق عتروس مؤلف محترف من الجزائر الشقيقة،والذي قام بدوره بالتصميم العرائسي والسينوغرافي ، وقامت ميساء السعيدي بتنفيذ صنع العرائس والسينوغرافيا ميساء السعيدي التي أفادتنا ان هذا العرض هو تتويج لعمل ورشة إمتدت على طيلة 06 أشهر في مسرح خيال الظل ضمّت 12 ممثلة من 5 جنسيات مختلفة من ألمانيا والمغرب والجزائر وتونس و السنيغال ،هو عرض جاء نتيجة لورشة في مسرح خيال الظل ، كانت الفكرة هي إعادة ادماج المقيمات بالمؤسسة العقابية وتأهلهم لكسب حرفة بعد الخروج وانتهاء مدة العقوبة بغية إعادة ادماجهن في الحياة والمجتمع والتحدي في الفكرة التي طرحتها على هو كيف تتحول من صدر في حقها عقوبة سجنية الى انسان منتج يكسب لقمة عيشه بالمسرح ، وقد كانت للورشة أثر كبير على المشاركات حيث ساعدهم في اكتشاف الجانب الخيري المضيء في شخصياتهن وكانت للورشة اثر طيب في نفوسهن ونفوس بقية المقيمات زميلاتهن اللواتي كن يحضرن لمشاهدة التدريبات من حين الى أخر. يعد هذا العمل إعادة طرح جديد لمجموعة من القصص العالمية المعروفة وغير المعروفة تمت اعادة وتناولها عبر عرض مسرحي يقدم شخصيات حقيقية تتلاشى بين ما هو حقيقي و ما هو خيالي وبين ما هو مألوف وغير مألوف في لوحات مترابطة في ما بينها من حكاية إلى حكاية ومن عصر إلى آخر ومن بلاد لآخر عن طريق شخوص آدمية او عن طريق ألسنة الحيوان وتتخلل هذه اللوحات بروز لبعض الشخوص التي تحاول صنع الحدث وتحويل العمل إلى مزيج متناغم لما هو واقع في شاشة العرض الخاصة بمسرح خيال الظل وما هو واقع على خشبة المسرح وذلك بهدف صنع متنفس يحمل المتفرج الصغير لعالم بريء مليء بالخيال وقد حاولت مخرجة العمل في كل مرة خرق أفق توقع المتفرّج والمشاهد لما سيشاهده بالانسجام الحاصل بين الممثل في تحريك العرائس داخل الحكايات بتقنية خيال الظل وبين ما هو تعبير جسماني وإيماءات وتمثيل وتجسيد لشخصيات على خشبة المسرح وعبر المرور بسلاسة من حكاية إلى حكاية مع المحافظة على نسق وإيقاع معيّن يبعث الارتياح لجعل المشاهد يتابع العرض إلى نهايته وبالتركيز على خصوصيات بناية الفعل الدرامي باختلافه والوانه والتي تجعل من العرض مادة تفاعلية ممتعة.

ميساء السعيدي

Comments (0)
Add Comment