مدينة الثقافة تاريخا حافلا بالانشطة

لقد انطلقت مدينة الثقافة كحلم رواد قلوب المثقفين والمبدعين والفنانين وكل الفئات الثقافية بصغارها وكبارها التي حلمت بمدينة تكون رمزا للحرية والإبداع ..فضاء يعبر فيه المثقف عن راية بلا قيود ويغني علي ركحه الفنان ويتغني بالحرية ويرقص علي انغامه كل من اتخذ من الرقص وسيلة للتعبير

لقد بدأ الحلم يكبر شيئا فشيئا وبدات ملامح المدينة تتشكل أكثر وأكثر إلا أن تحول الحلم الي حقيقة وواقع جميل ..ففي يوم 21 مارس 2018 افتتحت مدينة الثقافة رسميا أبوابها لتكون وجهة لكل المثقفين والمثقفات في هذا الوطن ومتنفسا ثقافيا هاما سيساهم في النهوض بالبلاد

احتضنت مدينة الثقافة منذ تأسيسها العديد من الأنشطة والتظاهرات الثقافية في عدة مجالات و سعت الي ان تكون مشروعا ثقافيا ناجحا يرتقي بالمشهد الثقافي التونسي ولعل هذا السبب الذي جعلها تحتل الشارع التونسي فهي تقع في شارع محمد الخامس في موقع استراتيجي هام وتحتضن ثلاثة مسارح ومتحف للفنون المعاصرة بمواصفات دولية وثلاث قاعات عرض ومكتبة سينمائية ومركز وطني للكتاب ومركز وطني للكتاب وعدة مؤسسات كبري في مجال الفنون والسينيما كما أنه للمدينة برجا ليس بعاجيا مخصص لاحتضان أنشطة متنوعة علي غرار الندوات واللقاءات الفكرية والأدبية وبرامج تلفزيونية وإذاعية ولا نسي مسرح الأوبرا ومت يقدمه للمواهب الشابة من فرص لصقل مواهبهم وقد مثلت مدينة الثقافة نقلة نوعية في المشهد الثقافي التونسي وتمكنت خلال خلال سنتين من احتضان العديد من الأنشطة الثقافية علي غرار ايام الجهات التي عرفت من خلالها مدينة تونس بولاياتها الاربع والعشرون وجعلت كل ولاية تنفتح على الآخري تستفيد من تجاربها تتعرف علي تراثها وتقاليدها بطريقة جميلة جمعت بين عدة فنون وجذبت إليها جمهورا عريضا انطلق في رحلته لتعرف علي بلاده دون أن يزورها كما أنها عرضت عدة أعمالا مسرحية ذو قيمة أدبية وتثقفية و ساهمت في التعريف بالأدب التونسي من خلال تبني الكتب الجديدة للشباب و تاطيرهم  ليصلوا الي حلمهم أما في مجال الموسيقي فقد خصصت مسرح الأوبرا كمجال هام لاحتضان الأنشطة الموسيقية من غناء وطرب

لقد احتضنت مدينة الثقافة في فضاءها أنشطة هامة  بإشراف من وزير الثقافة  فتحت المجال للكبار والصغار ليبدعوا و يبنوا أحلاما و استطعت النهوض بالثقافة التونسية وبرهنت علي انها تبقي المتنفس الثقافي الوحيد للكبار والصغار رغم بعض النقائص

أن انفتاح مدينة الثقافة وتتشينها في فترة سياسية حساسة من قبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي هو بمثابة رسالة علي أن تونس تسير في الاتجاه الصحيح رغم كل الصعوبات وان المشهد الثقافي في تطور نسبي فالانشغال بالسياسة لا يعني عدم الاهتمام بما هو ثقافي .

وقد كسبت مدينة الثقافة هذا الرهان ولا زالت تحاول وتعمل جاهدا علي تطوير الثقافة والنهوض بالمسرح والفن والموسيقى والسينيما .

.

فاتن الحويمدي

Comments (0)
Add Comment