الساعة تشير إلى العاشرة صباحا من يوم الخميس الثاني عشر من نوفمبر، المكان المركز الجامعي للتنشيط الثقافي والرياضي ابن أبي ضياف بالمركب الجامعي بمنوبة وبالتحديد بين أسوار “راديو اوون منوبة” أين استأنف ثلة من الطلبة المشرفين على تنشيط هذا الراديو نشاطهم بعد انقطاع دام قرابة السبع أشهر بسبب الأوضاع التي فرضتها جائحة كورونا.
انطلقنا في رحلتنا بين أسوار راديو اوون منوبة لنعاين الاجواء التي ميزت عمل هذا الفريق من الطلبة، عددهم قليل لكن إصرارهم وحبهم للعمل الصحفي كبير. لم تمنعهم كورونا ولا أجواء الطقس المغيم ولا حتى الإمكانيات البسيطة وقلة التجهيزات من العمل بكل جدية وحرفية لتشكيل مادة إعلامية متكاملة تستجيب لمتطلبات العمل الإذاعي. شد انتباهنا النقص الكبير في استديو الراديو من تجهيزات متطورة تسهل عمل هذا الفريق الحالم والمحب للعمل. فلا تتوفر في هذا الراديو سوي كاميرا واحدة. لاحظنا كذلك النقص في عدد مكبرات الصوت التي نحتاجها في العمل الصحفي ونقص كبير في عدد سماعات الرأس مقارنة بعدد الطلبة الذين يشرفون على هذا الراديو. لاحظنا انسجام الفريق الصحفي العامل براديو اوون والإصرار الذي بدا على وجوههم حيث أتقن كل فرد دوره وعمله بالشكل المطلوب من أجل إنتاج محتوي إذاعي جيد، أحدهم منكب على تحرير الأسئلة والتقارير الصحفية والآخر يعد المونتاج بكل عناية ودقة والآخر يراقب ويصحح ويوزع الأدوار بكل تناسق. استرعي نظرنا إسكندر نوار الطالب بسنة أولي ماجستير بمعهد الصحافة والمشرف علي الجانب التحريري و التنشيطي براديو اوون الذي كان منشغل بإعداد الأسئلة التي سيطرحها بعد دقائق معدودة علي وزيرة التعليم العالي علي إثر زيارتها الفجئية للمركب الجامعي بمنوبة والمطاعم الجامعية ابن زيدون وحسين الجزيري بمنوبة .اقتربنا منه قليلا وطلبنا منه أن يحدثنا عن نشاط هذا الراديو فأجابنا :بالنسبة لراديو اوون منوبة نحن الآن بصدد العمل علي عدد من المضامين الإعلامية المتنوعة بما في ذلك الإنتاج السمعي البصري الذي يعتبر نقلة نوعية اليوم مع تطور الإذاعة الرقمية حيث اننا من خلال صفحة الراديو نقوم بإنتاج تقارير وحوارات مصورة مع مسؤولين في مجالات مختلفة ونقوم ببثها في شكل فيديو .وفي تساؤل حول الصعوبات التي تعيق عملهم الصحفي قال إسكندر وعلامات الإصرار تبدو على وجهه: “صحيح أننا نواجه الكثير من الصعوبات التي تتعلق اساسا بالبرامج الإذاعية التي نبثها وتتطلب وجود ضيف الي جانب المنشط لإثراء الحوار إلا أنه احتراما للبروتوكول الصحي اصبح من الصعب إحضار الضيوف خاصة وأن المكان ضيق لذلك أصبحنا نتفادى التجمعات حفاظا علي صحتنا وصحة الآخرين لكن هذه الظروف لم تمنعنا من إنجاز حوارات صحفية مع ضيوف حيث انطلقنا في تجربة جديدة وهي التنقل علي عين المكان وإجراء حوارات خاصة مع مسؤولين خاصة في مجلس نواب الشعب ثم بثها علي الصفحة الرسمية للراديو وحرصنا في راديو اوون رغم قلة الامكانيات علي القيام بتغطية شاملة لكل المواضيع حول السياسة والاقتصاد وكل ما يشغل المتابع وخاصة كل ما يتعلق بالشأن الطلابي ” وتجدر الإشارة إلى أن راديو اوون بمنوبة ينضوي ضمن ديوان الخدمات الجامعية للشمال وهو ينشط منذ قرابة أربع سنوات ويشرف عليه مجموعة من الطلبة الذين يتم اختيارهم عن طريق “كاستينغ ” ويضيف إسكندر نوار بكل حب للعمل الصحفي : لا الظروف الصعبة ولا الإمكانيات وقلة التجهيزات منعتنا من القيام بعملنا الصحفي فالصحافة هي المادة الوحيدة التي لا يمكن حصرها كما يذهب الي ذلك الباحثون بمعني انها تظل موجودة في كل زمان ورغم كل الظروف ،زمن الاوبئة والحروب والأزمات خاصة اليوم مع تطور الميديا الجديدة أصبح نشر المعلومات ممكن في كل مكان فلم نعد في حاجة إلي مقر معين لإنتاج عمل صحفي فمهما كانت الصعوبات يبقي الإنتاج والعمل هو الخيار الأول والأخير بكل الطرق والأساليب الممكنة ” ويقول إسكندر : “نحن لسنا محدودين لا بمكان ولا بزمان محدد فنحن نشتغل حسب الأحداث الانية والمستجدة ونعمل علي نشر المعلومات لحظة بلحظة ” وفي تساؤل حول النقائص التي يشهدها راديو اوون من حيث التجهيزات أجاب محدثنا: دائما هناك نقائص خاصة مع التطور الجديد اليوم ،يشهد راديو اوون نقائص علي مستوي التجهيزات المتطورة التي تمكننا من العمل بسهولة أكثر وفي وقت اقصر وإنتاج مادة إعلامية متميزة مثل النقص في المكروفون والكاميرات ولا ننسى نقص فريق العمل براديو اوون ” واصلنا جولتنا بين أسوار راديو اوون ،تركيز تام وعمل متواصل بين التحرير والتسجيل والمونتاج والاستعداد للبث ،صمت طغي علي المكان لا تسمع سوي بعض الأصوات الخافتة تتشاور فيما بينها وتمرر العمل وتصحح ما يجب تصحيحه بكل سرعة وحرفية تامة.
انطلق موعد إجراء الحوار الصحفي خرج الفريق من مقر الراديو بكل ثقة وإصرار نحو المطعم الجامعي ابن زيدون أين سيكون لهم لقاء مع وزيرة التعليم العالي الفة عودة .يتقدم الفريق الصحفي الطالب إسكندر الذي سيجري هذا الحوار ويتبعه باقي الفريق الطالب عيد الباري الشبلي وطالب امين زنطور الذين سيضطلعون بالجانب التصويري. بدأ الحوار بكل ثقة في النفس ،أسئلة متوازنة تستهدف مشاكل الطلبة بالأساس تراوحت بين التساؤل عن الإنجازات القادمة لوزارة التعليم العالي في ظل هذا الوضع الاستثنائي وبين الخدمات الجامعية وسير عمل المطاعم الجامعية . تقول الطالبة بكلية الآداب اسماء الطيرواي و المشاركة في راديو اوون منوبة : رغم اننيلا انتمي الي عالم الصحافة والإعلام أكاديميا إلا أنني استفدت كثيرا من تجربتي في راديو اوون ومن تجربة زملائي رغم قلة الإمكانيات وظروف العمل الصعبة ” دقائق مرت ونحن نستمع الي هذا الحوار الذي حمل بين طياته الكثير من الحرفية من حيث المضمون الصحفي والتماسك في الأسئلة والأجوبة فرغم الإمكانيات المتواضعة والعدد القليل من الطلبة إلا أنهم تمكنوا من إنجاز اول مادة إعلامية لهم بعد فترة انقطاع بشكل جيد وتستجيب لتقنيات العمل الإذاعي . يقول محمد أمين زنطور المشرف علي الإخراج الإذاعي والمونتاج براديو اوون :”حقيقة هناك صعوبات تعترضنا عمقتها جائحة كوفيد 19 حيث اضطررنا الي إيقاف نشاط الراديو منذ شهر مارس للحفاظ علي سلامة كل العاملين بهذا الراديو وكل الطلبة المشاركين لكن رغم كل هذه الظروف ها نحن اليوم نعود بأمل جديد وعمل أكبر إيمانا منا بأن العمل الصحفي يتطلب الكثير من الصبر والتضحية والحمد لله تمكننا اليوم في أول عودة لنا من إنتاج حوار صحفي متماسك مع وزيرة التعليم العالي ولازلنا بصدد تنظيم كاستينغ عن بعد يشرف عليه مختصون في مجال الصحافة والإعلام والثقافة يشمل كل الطلبة المنتمين للمركب الجامعي بمنوبة من أجل تعزيز فريق عمل الراديو وسنقوم بضبط روزنامة واضحة للعمل في المستقبل وفقا للمجموعة الحاضرة والمشاركة في الكاستينغ وسنحدد كذلك مجموعة من البرامج التي سيتم بثها علي موجات راديو اوون إضافة إلي العمل الميداني
” هكذا كانت اجواء العمل براديو اوون بمنوبة ،نقائص وصعوبات ،فريق صحفي يضم طلبة شبان مفعمون بالأمل بالعمل والمثابرة والإصرار ،هم طلبة عشقوا العمل الصحفي ورغبوا في خوض التجربة الإذاعية فلم تمنعهم الظروف من ممارسة شغفهم وتجسيده في عمل صحفي متكامل يجمع بين روح العمل الجماعي ومهارة التنسيق وأهمية المضمون.
غادرنا المركب الجامعي بمنوبة ونحن نأمل أن يوفر مزيد من الإمكانيات لهذا الفريق الشاب والطموح المحب للعمل الصحفي والذين سطروا بروح الجماعة والإتقان في العمل نجاحا باهرا.
فاتن الحويمدي