غُيوم وسحُبٌ في لونِ الظَّلام
تراءت من خلالِها صورٌ لأيّامٍ
أيَّامٍ مرّت عبْر وِدْيان وقِيعان
ما لهذه الظّلْمة تخْنِقُني..
تُعيدُ رسْمَ صُورٍ لِبقايَا آلام..؟
أغْترفُ من جِبالِ الصّبر..
ما يُزوِّد الفؤادَ بالأحْلام
عسى تَنْتفِض في داخلي
العَتْمةُ ويسْتفيقُ الوِجْدان
أستَدعي حِكاياتِ السِّندِباد
ليحْمِلَني على سجَّادِه أمْيالا
ويحُطَّ على أرض ..
لا أسمَعُ فيها تنْديدا
ولا من الجادّةِ أحْكاما
غير حَفِيفِ أوراقٍ ..
يابسةٍ تناثرت هنا وهناك..
تلامِسُها قدَمايَ..
تحْت النِّعال..
أسيرُ باحثا ..
عن وطنٍ يأويني
بلا عنوان..
كلُّ المكانِ وطني
وكل الفضاء يلفُّني
بالنسمات والألحان..
حتى أُمْسي في خفّةِ سحابةٍ
وفي انطلاقةِ الغِزْلان.
أين أنتِ يا سحابة دَرْبي
هل استقرّتْ لكِ حال ..؟
ما عادتِ الغيْمةُ تُرافِقُكِ
لتدفَعَكِ للإِمْطار ..
فإن سَحَّتْ مِنكِ سيولٌ
جَفّت من مُقْلةِ أيّامي عيون ..
كان منها سيْلٌ يَتوهَّم حينًا
أنّه يُرَوِّي جدْبَ أرْضٍ
تتلهّف لقطرة ودٍّ
تَرْتَقُ شُقوقَها.. تبلّل أديمَها..
تُزيِّنُ ثغْرَها بابتسامِ نَبْتٍ
ولو يأتي بعد أزمان ..
الْتفَّتِ الغيْمةُ خَجْلى
من نِسْيانِ موعدٍ ..
كان مع سحابة …
ذاك الخَريف..