السلم التونسي يعيش مرحلة صعبة..

بعد انطفاء موجة الإحتجاجات التي عرفتها كامل جهات البلاد التونسية اثر توصل الحكومة لإتفاق نهائي بشأن ملف الكامور، لم يخفت صوت التونسيين هناك بل تجاوزت الاحتجاجات طابعها السلمي و باتت تعبث بكل الأشياء. و عليه تشهد العلاقات بين مدينتي دوز التابعة لولاية قلبي و بني خداش التابعة لولاية مدنين توتر كبيرا وصل حد تبادل العنف على خلفية نزاع عقاري على منطقة “العين السخونة” التي تحد بينهما. و قد آلت الخلافات إلى حالة وفاة و 21 إصابة من بينهم حالتين إصابتهم خطيرة. فيما ظلت الدولة غائبة و وفية لعاداتها بتهميش الولايات الداخلية مما جعل الكثير يرددون “أغرقوا السفينة و سرقوا الميزان و خدروا الأسد فعاثت فيها الضباع فسادا”. و قد تسير هذه الحادثة على خطى الكامور و تنجر عنها “العروشية” و تتسبب في نزاعات أخرى بين باقي الولايات، و يبدو هذا الأمر غير مستبعد في ظل ما تعيشه البلاد من أزمة خانقة على جميع الأصعدة. و يرى البعض أن ما حدث مؤخرا في مجلس النواب من مشادات كلامية انتهت بالإعتداء على النائب بالبرلمان عن الكتلة الديمقراطية أنور بالشاهد مثل أرضية مهدت لعودة العنف بالبلاد و مرآة تعكس واقع الشعب التونسي. و من جانبه فإن البرلمان يشهد توترا و جدلا حادا بين الكتل منذ أيام على خلفية تصريح للنائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس بشأن الأمهات العازبات خلال جلسة عامة لمناقشة موازنة وزارة المرأة. و قد أثار التصريح جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية و السياسية. هذا العنف الغير مقنن الذي طال كل الأوساط بالبلاد التونسية ينذر بشدة عن ما سيحصل لاحقا في صورة توالي الأزمات. و قد يمثل تحريض لإنتشار العنف في كامل الجهات و يفتح المجال نحو سلسلة كبيرة من الصدامات التي تعيش هدنة مؤقتة و تسير بذلك تونس في طريق ليبيا و سوريا عقب الربيع العربي.
علي عمايرة

Comments (0)
Add Comment