ولاية باجة تنتفض بعد طول تهميش . كلمة أردت إلقاءها أمام الحشد الجماهيري الذي انتظم أمام مقر الولاية بمناسبة الإضراب العام الجهوي صبيحة هذا اليوم احتجاجا على تعمد الحكومات السابقة واللاحقة والحالية عدم إدراج جهة باجة ضمن برامج التنمية العام وتماديها في إقصائها وعدم الإيفاء بتعهداتها . بسم الله الرحمن الرحيم أيها المواطنون وأيتها المواطنات . تنفيذا لقرارات التنسيقية الجهوية للمنظمات الوطنية القاضية بتوحيد كل الجهود من اجل الدفاع عن حق الجهة أي ولاية باجة في التنمية الشامة وإنجاح هذا الإضراب العام والجهوي الذي حدّد لهذا اليوم الإربعاء 25 نوفمبر 2020 والذي نريده تاريخا مفصليا في نضال ولايتنا ضد الظلم والتهميش و”الحقرة “التي انتهجتها حكومات مابعد الاستقلال المزعوم . إخواني أخواتي : بعد أن طفح الكيل وبلغ الظلم مداه هاهي باجة تنهض من كبوتها و تستفيق من غفوتها وسباتها الذي طال بعد طول تهميش وتحقير ونسيان , ــ هاهي باجة على العهد ومع الوعد تنتفض لافتكاك ونيل حقوقها في الحياة الكريمة والتنمية الشاملة وما نيل المطالب بالتمنيّ . ــ باجة مطمور روما استنزفت ولا زالت همّشت عن قصد وعن جهل منذ الاستقلال المزعوم إذ وقع ضرب الفلاحة وتدميرها تدميرا ممنهجا . ــ باجة ترابها من تبر وطين وماء تنتج الزعفران ، بأراضيها الخصبة والمهملة قادرة إن وجدت تشجيعات وعزائم صادقة على تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي . ــ باجة قادرة على إنتاج كل أنواع الزراعات لكن ممنوع عليها إنتاج العلف محليّا كفول الصويا ومنه يستخرج” زيت الصوجا” وغيرها . ــ باجة أراضيها الفلاحية تهدى للمقربين وأصحاب الجاه والنفوذ الذين لا يفقهون شيئا في مجالي الفلاحة والزراعة أي إن تشجيع الفلاحة والفلاحين شعار يرفعه المسؤولون للتمويه والضحك على الذقون ليس إلا ــ الفلاحة السقوية وتوسيع مساحاتها بقيت حكرا على جهات معنية . أي إننا محرومون من مياهنا وفلاحون يستجدون السماء علّها ترحمنا وتسقينا . ــ باجة إلى حد الستينيات كانت سلة غذائية للبلاد التونسية وبعد ضرب الفلاحة والزحف العمراني الغير منتظم وتقلص المساحات المزروعة أصبحت تأكل من وراء حدودها وممنوع عليها توسيع و إقامة مناطق سقوية جديدة واستعمال الريّ التكميلي لإنقاذ المواسم الفلاحية عند شحّ الأمطار لتحسين الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي . ــ مياه الشمال تمر عبر قنوات إلى جهات الوطن القبلي والساحل وصفاقس في حين إن كثيرا من أهالينا يعانون من العطش وممنوع عليهم استصلاح أراضيهم. ــ نقولها وبصوت عال كفى تهميشا كفى تحقيرا كفى نسيانا وكفى ظلما نعم باجة اليوم تنتفض وتستغيث فهل من مجيب ؟ ــ مطالب أهالي ولاية باجة بأكملها كثيرة وهامة تلخّص في ما يلي : . ــ مشاريع عديدة برمجت في السابق قبل وبعد الثورة لم تر النور إلى حدّ يومنا هذا وعدونا بمد الجهة بالغاز الطبيعي من سنة 2006 والى يومنا هذا لم نر شيئا . ــ مياه شربنا العذبة حولوا وجهتها مجرمو وزارة الفلاحة بالتواطئ مع الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه سنة 2015 وزودوا بها مناطق أخرى ويتكلمون على التمييز الايجابي . ــ أهالي باجة وخاصة الفلاحون يطالبون بتوسيع المناطق السقوية ومدّهم بالإعانات اللازمة وتشجيعهم على إقامة البيوت المكيفة وتوسيعها . ــ تنفيذ كل مشاريع المخططات السابقة دون تلكأ أو تأخير والتي رصدت لها أموال طائلة لكن البيروقراطية وأعداء الجهة من المسؤولين الفاسدين المعرقلين لكل انجاز حالوا دون تنفيذ أي منها خشية أن تنهض جهتنا وفي النهاية تعاد الأموال إلى خزينة الدولة أو تعطى لجهات أخرى ــ نعم كلنا أهالي الجهة في حيرة من أمرنا ومازلنا نتسائل لماذا إلى حد الآن انجاز المستشفى متعدد الاختصاصات لم ير النور كذلك مشروع جنان مجردة قبر في مهده بناء كلية الهندسة الذي كان مبوبا منذ سنة 2009 ورصدت له أمواله يلغى بجرة قلم , وفي النهاية باجة تتطلع لإقامة صناعات غذائية تحويلية لامتصاص اليد العاملة الكثيرة وبعث قطب صناعي صديق للبيئة والتفكير في طرق لتعقيم المياه المستعملة التي تصب في الأودية والسدود . وختاما باجة في حاجة لأبنائها دون إقصاء وتهميش وقوتنا في اتحادنا عاشت باجة وعاشت تونس بدون غضائن وبدون أحقاد.
الاستاذ : محمد علي القايدي باجة في 25 نوفمبر 2020 تونس