تعتبر ظاهرة التسول من اخطر الظواهر الاجتماعية المتفشية في المجتمع التونسي خاصة و أنها اصبت جزء لا يتجزأ من الشارع التونسي و يمكن أن نلاحظ في كل منطقة العديد من المتسوليين على قارعة الطريق . كما تشهد الشوارع التونسية اكتر من39 الف متسول وهو رقم مفزع ينذر بتفاقم هذه الافة التي شكلت العديد من المشاهد المؤلمة مثل الأطفال المتشردين وكبار السن الذين يفتقدون للأدنى مقاومات الحياة و النساء اللواتي أجبرن على الخوض في هذه المعاناة بفعل الطلاق و الاغتصاب و الاهمال الأسري إضافة الى وضع صغارهم في البرد امام دور العبادة التي أصبحت أبوابها فراش للمتسولين و لوحات ترسم قسوة الزمن مثلا رجل كبير السن يتكئ على جدران باسطا يده الى المارة تظهر عليه علامات العجز و ضعف دولة لم تستطع توفير ابسط الحقوق لمواطنيها . العديد من المشاهد المؤلمة التي حيرت الناس اليوم رغم انهم اعتادوا عليها الا ان الاشكال هو عجزنا في التفريق بين متسول يحتاج فعلا المساعدة و بين محتال استعمل التسول كوسيلة سهلة للعيش . على الرغم من ان الفصل 171 من القانون الجزائي التونسي يعاقب التكفف ومعناه التحيل على الناس للحصول على المال بالسجن 6 اشهر وقد تتعدا السنة عند استعمال الأطفال كوسيلة للتحيل ولكن للأسف هناك الكثير من الأشخاص يستخدمون هذه الظاهرو لإيجاد قوت يومهم . يبقى الشارع التونسي همزة وصل بين العديد من الإعلاميين والباحثين الاجتماعين و الحالات الاجتماعية التي تحدثنا عنها. ولكن البعض منهم قد يرفض التحدث و طرح تفاصيل حياته ويفضل التخفي بحجة انه يرى ان التسول هو الوسيلة الوحيدة التي يمكنها توفير حاجياتهم اليومية. ويبقى الحل الأخير بيد الدولة والمؤسسات الاجتماعية التي يمكن ان تتخذ تدابير عاجلة لتنهي مأساة الكثيرين الذين اتخذوا من الشارع مأوى لهم .
*محمد الشافعي**