تونس ـ (الشروق):
شغلت اللعبة الكترونية “فري فاير” الاطفال والشباب بصفة رهيبة وسرقت منهم حياتهم الشخصية وجل اموالهم. فقد انتشرت انتشار النار في الهشيم بشكل اصبح يقلق الاولياء بعد ان تسببت هذه اللعبة في تدمير حياة ومستقبل الكثيرين من بينهم (أ) الذي يبلغ من العمر 20سنة وقد دمرت اللعبة حياته وفق والدته نجلاء فبعد ان كان تلميذا متميزا فقد تركيزه واصبح منغلقا على ذاته في غرفته لا يتقن سوى لعبة الادمان والدمار الالكترونية حتى انه كان صحبة اصدقائه سنة الباكالوريا يسهرون للصباح يلعبونها ثم يتوجهون لاجراء امتحاناتهم مما جعلهم مرهقين وغير قادرين على النجاح او التركيز وامثال هذا الشاب كثيرون في تونس وخارجها ذلك انها لعبة عالمية سرعان ما تنقل لاعبها دون وعي منه إلى نوع من الإدمان وتجعله يفقد ارتباطه بالواقع المعيش الى عالم الحرب الافتراضي التي يشنها من اجل البقاء.
وقد ذكر الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير لـ”الشروق” أن جيل اليوم أصبح مدمنا على الألعاب الالكترونية فهذه الموجة قد اجتاحت العالم ككل منذ بداية الألفية ليتخلى الطفل عن الألعاب الواقعية ككرة القدم و “الغميضة” و غيرها من وسائل الترفيه البسيطة شكلا والعميقة مضمونا وتربويا وصحيا وقد تم هجرها نحو عالم افتراضي ككل و بذلك يعيش طفل وشاب اليوم قطيعة مع واقعه المعيشي أي بمعنى تخلى عن فضائه الواقعي وعلاقاته الاجتماعية والعائلية بالأساس وأصبح يدمن العالم الافتراضي ومن بين الالعاب الإفتراضِية الخطيرة “الفري فاير“
و يعود ذلك لعدة اسباب منها الاجتماعي بدرجة أولى من خلال طبيعة العلاقات صلب العائلة التي اصبحت تتسم بالتفكك ومبنية اساسا على مبدإ الاستقلالية التامة للآباء و غياب الحوار داخل الأسرة وهذا ما من شأنه ان يخلق نوعا من العزلة الاجتماعية للأبناء وابتعادهم روحيا عن الابوين وكحل لتجاوز العزلة الاجتماعية يختار الابناء التوجه نحو العالم الافتراضي عموما و الالعاب بصفة خاصة.