“فاقا لاند” أو الحِلْمة الباجية

 فاقا لاند يشغل الباجية

   شغل الرأي العام الباجي في الأيام الاخيرة مشروع ترفيهي سياحي في طور الإنجاز والمعروف بمشروع فاقا لاند .ذلك أنّ المشروع مع أنّه جديد ومميّز لا بالنسبة إلى جهة باجة فحسب بل إلى الشمال الغربي ككلّ شهد توقفا للأشغال أكثر من مرّة ممّا جعل الكثيرين يتحدثون عن تعطيل متعمّد من بعض الأطراف. غير أنّ عديد الأطراف من المجتمع المدني والجمعيات والمنابر الإعلامية والسلط المحلية تداولت الموضوع وتجادلت بخصوصه فعقدت جلستان واحدة ببلدية باجة وثانية بمقر الولاية وعبر الجميع على ضرورة حلحلة الإشكالات العالقة وتذليل الصعوبات حتى يرى المشروع النور ليتمتع أهالي باجة و ضيوفها بخدماته. وارتأت جسور ميديا زيارة المشروع على عين المكان ومحاورة صاحبه السيد عصام الجويني للوقوف على جميع جوانب الموضوع ولتسليط الضوء على مكوناته ومميزاته.

المشروع :حلمة تكبر شيئا فشيئا

كشف لنا السيد عصام الجويني أنّ فكرة المشروع راودته وزوجته –الألمانية –بعد زواجه واستقراره بمسقط رأسه باجة ونظرا لعشق السيدة الجوني لرياضة الفروسية فقد اشترى السيد عصام قطعة أرض بالقرب من الجسر –جسر 5كلم – كان فيها اسطبل لتربية الخيول ثمّ تطورت الفكرة لإنشاء ناد للفروسية
ثم سرعان ما توسع المشروع ليصبح فضاء ترفيهيا للأطفال الصغار .ولما بدأ بالإنجاز تطورت الفكرة لتصبح فضاء ترفيهيا طفال و العائلات يتكون من عديد العناصر أبرزها مقهى ،مطعم، قاعة أفراح واجتماعات، مسبح ،قاعة تزلج ،وعديد الألعاب العصرية المتطورة ومن أحدث ما شهد العالم ..-تجدون التفاصيل في الفيديو-

المشروع ينفتح على محيطه

من أبرز ما يميّز هذا المشروع هو انفتاحه على المحيط الجغرافي البيئي والاجتماعي .إذ أنّ الأرض التي أقيم عليها المشروع تقع بجوار وادي باجة ولأنّ المياه تفيض على جانبي الوادي في السنوات الممطرة ولأنّها تغمر الطريق القريبة منها – الطريق الوطنية باجة نفزة طبرقة – فقد رغب صاحب المشروع في تهيئة مجرى الوادي فنصحته السلطات المختصة بمقاول خبير في مثل هذه الأشغال وحددت مواصفات معينة ودقيقة  للأشغال فالتزم بها وكانت النتيجة وجه جميل للوادي أضاف رونقا للمشهد الطبيعي العام .كما انفتح المشروع بيئيا على الحي الشعبي القريب منه إذ وقعت برمجة أعمال للترميم والإصلاح و التزيين و التزويق و الإنارة بالحي و محيطه.

الصعوبات والعراقيل

لعلّ أهم الصعوبات التي اعترضت المشروع وتسببت في تعطيله أكثر من مرّة هي تغير صبغة الأرض الفلاحية إلى صبغة سياحية وهو إشكال تتداخل فيه عديد الإدارات و الوزارات على غرار وزارة الفلاحة والسياحة و أملاك الدولة ..وهو في الحقيقة إشكال عطّل ومازال يعطّل مشاريع أخرى في الجهة.
كما أنّ البعض يعتبر المشروع قد أضرّ بمعلم معماري أثري وهو الجسر الخماسي ويتناسى هؤلاء أنّ الجسر قد شوّه فعلا لما أقامت الدولة الحيّ الشعبي هناك ولما أعطت تصاريح بناء لبعض المنازل
 و المحلات التجارية تحته مباشرة ..بل إنّ المشروع قد يصلح ما أفسد في سنوات مضت كما يرى البعض الأخر.
وفي كلّ الأحوال فإنّ مشروعا بهذه الضخامة وبما سيقدّمه لأهالي باجة و الشمال عموما من متنفس سياحي ترفيهي وبما سيقدمه من طاقة تشغيلية سينتفع منها لامحالة أبناء الجهة وجب على الجهات المسؤولة محليا وجهويا ومركزيا أن تذلّل هذه الصعوبات في كنف الشفافية وما يسمح به القانون

تقدم الإنجاز والانطلاق

يؤكّد السيد عصام الجوني والمشرفون على المشروع أنّ الأشغال قد تقدّمت بنسبة هامة تصل إلى خمسين بالمئة ويبشّر الباجية بأنّ افتتاح الفضاء سيكون السنة القادمة تزامنا مع عيد الفطر المناسبة التي دأبت فيها العائلات التونسية على مصاحبة الأطفال الى الملاهي والملاعب ما لم يطرأ طارئ وتتوقف الأشغال مرّة اخرى.
عبد الستار العمدوني
صور نبيل الوغلامي

Comments (0)
Add Comment