ورقة في الإصلاح
الثقافي: تراث المُدُن التاريخية مثالا
بقلم د. زهير بن يوسف
ليس أدلّ على العمق التاريخي للهوية الثقافية لأي شعب من الشعوب من التـراث الحضاري بمختلف تمظهراته الإبداعية والفكرية وما المعالم الأثرية والمجموعات العمرانية التقليدية والرصيد الوثائقي وكل ماله طابع التراث الثقافي إلا روافد محورية في تمحيض ذاتية المواطن ناهيك أنها تشكّل حجر الزاوية في ذاكرة المجموعة الوطنية وأحد أهم الشواهد الحية على أصالتها وعراقتها التاريخية.
ومن ثمة فإنّ صيانة التراث الأثري وحماية المجموعات العمرانية والعناية بالنشاط التوثيقي يحتلاّن مكانة مركزية في تكريس أية سياسة ثقافية ولعلّهما يعدانّ من أوكد المهام العلمية وأكثرها إلحاحا وواجبا وطنيا لا يستهان به خصوصا أنّ هذا القطاع تحدق به بالجهات الداخلية عموما ثغرات ومخاطر لا محيد عن ضرورة المسارعة إلى تداركها.
في هذا الإطار إذن تندرج ورقة عملنا هذه مطبقة على جهة باجة بالشمال الغربي مبوّبين المهام المطروحة فيها حسب مرحليّة تحاول توضيح ما هو آني وضروريّ وعاجل وممكن الإنجاز بالإضافة إلى ما هو آجل أي بعيد المدى عسى أن نتوصل إلى ضبط برنامج سنوي للمبادرة ولم لا مخطط مديري متكامل طويل الأمد يحدد المشاريع ويقترح لها الاعتمادات .
-Iفي حماية المجموعات العمرانية العتيقة والمعالم الأثرية
1 – المبادرة بإنجاز دراسة تضبط حدود النسيج الحضري العتيق المدخل الأول والأساسي إلى توضيح الإطار القانوني لمختلف العمليات والتدخلات والمشاريع التي تدخل في إطار مشمولات صيانة المدينة ولن يتسنى ذلك إلا بتوفير الخرائط ورسوم الأمثلة و الصور الجوية.
2 – الشروع في القيام ببحث ينصب على التحليل المورفولوجي لتركيب النسيج الحضري العتيق واستجلاء الأنماط المعمارية والعمرانية السائدة فيه حفاظا على تنظيم “البلاد العربي” وأصالتها عند كل عملية ترميم أو تجديد وحماية للخلايا السكنية خاصة من زحف المجال التجاري والانتصاب العشوائي للورشات والمخازن وغيرها.
3 – حصر المعالم الرومانية والبيزنطية والإسلامية أو أي عقار له أهمية تاريخية أو جمالية أو معمارية يجب تهذيبه أو تجديد وظيفته داخل المجالين العمومي والسّكني نعني الشبكات الثقافيّة والدينيّـة والتجارية والحرفية بالإضافة إلى العقارات السكنية مع توثيق كلّ ذلك فوتوغرافيا وسينمائيا في أشرطة فيديو وفقا للتمشي الآتي:
أ -ضبط مكان انتصاب المعلم و تقديم لمحة تاريخية عنه وتحقيق حول ملامحه ومميزاته النمطية.
ب -التقاط صور شمسية للحالة الراهنة التي عليها المعلم والبحث عن صورته على هيئته القديمة متى أمكن ذلك.
ت -إجراء تحقيق فنّي يكشف عن وضعية المعلم ويحدّد مواطن ما فيه من أضرار وأنواعها مع رسم مثال لرفع المعلم على حالته الراهنة.
ت -تقديم مثال يرسم التحويرات أو الحلول الفنية الممكنة والمطلوبة في إطار المحافظة على ملامح المعلـم المميّزة مساحة وأبعادا والكفّ بالخصوص عن ظاهرة استسهال توسيع المعالم الروحيّة العتيقة ولا سيما في غياب متابعة هندسيّة معماريّة مختصّة في الصيانـة والترميم ، حالة مسجد سيدي صالح الزلاوي بباجة مثلا .
ث -اقتراح أمثلة تنفيـذ ، ترميما أو تجديدا، مرفقة بكشوف تقديرية وجداول بيانية لأثمان العمليات مع احترام النمط المعماري والعمراني الموجود بحسب الإمكان حماية لهذه المعالم من التدخّلات العفويّة التي لا تراعي قواعد الصيانة وأصول الترميم فتلحق أضرارا بالمعلم من حيث تريد إصلاحه والمثال ساطع في جامع أحمد الجزّار وهو ظاهر أيضا في جامع الباي (الإضافات المرتجلة المتناقضة مع الطابع المعماري للمعلم ).
ج -إجراء ما يلزم من تحقيقات إضافية، وهي علاوة على حالة البناءات التحقيقات العقارية والاجتماعية والاقتصادية الضروريّة بما يكفل صيانة هذه المعالم من النهب والتخريب ويمنع الدخلاء من استغلالها سكنيّا ( مثال زاوية سيدي العاشق) وخاصة تجاريا دون صفة شرعية ( مثال زاوية الفرّاش التي تمّ تحويلها إلى محلّ تجاري ولم تنجح البلدية إلا في الاعتراض على محاولة تسجيلها ).
4 – إعداد مثال تفصيلي مدقّق لتهيئة المدينة العتيقة بعد جمع كلّ الإرشادات اللازمة لاستجلاء إمكانات البناء والتجديد والترميم وضبط الاختيارات المفصلة للتهيئة.
5 – محاولة إقرار برمجــة جمليّة متكاملة ومتدرجة لأحيزة تدخل الجهة المختصّة ومختلف عملياتها حسب أولويات التهذيب أو الترميـم أو التجديد وإعادة الهيكلة وربّما كان من المستحسن بالنسبة إلى مثال مدينة باجة البدء في ذلك بعد إعادة الشارع الكبير وهو الشارع الممتد من باب السبعة شمالا إلى باب الجنائز جنوبا بميدان باب العين وساحة البرادعية وبطحاء تحت التوتة والحزام العمراني المتكون من المباني الواقعة تحت الأسـوار أو داخلها أو تلك التي أضحت مندمجة فيها أو مشيّدة فوقها أو أيضا تلك الواقعة على أماكن الأسـوار المفقودة وذلك حتى لا يبتلع الزحف العمراني والمعماري المعصرن النسيج الحضري العتيق ولا يغرقه في التشويه.
6 – تعيين التجهيزات الأساسية التي يجب إرساؤها والشبكات التي يتعيّن تحسينها أو توفيرها حفاظا على ظروف السّكن الصحّي بالمدينة العتيقة وتأمين جاذبيتّها للسكّان من مختلف الفئات الاجتماعية عبر السّماح بالتطوّر الضّروري والموجّه الذي ينبغي أن يضبط طبقا لنصوص قانونية مواتية.
7 – حثّ الملاك العقاريّين على تحسين حالة بناياتهم داخليا وخارجيا وتحسيس أصحاب العقارات المتداعية للسقوط أو تلك التي تخرّبت بضرورة عدم تركها لحالها وتقديم التّسهيلات القانونيّة والفنّية التي تتطلّبها مجانا أو بتكلفة رمزيّة والتصدّي لكلّ أعمال المسخ والتشويه التي يمكن أن تطول هذا التراث المعماري.
8 – المبادرة بتجديد الإنارة العمومية في المدينة العتيقة والأرباض ( الربض القبلي، ربض عين الشمس وربض الأندلس، حومة الجرابة حاليا) بالفوانيس التقليدية الموحّدة.
9 – تبليط الأنهج والأزقّة والدّروب والدّريبات والمدارج (حومة ال66 درجة ، تحت السور، باب العين، البرادعيّة وساحة الناصر باي وساباط السعيد مثلا على غرار باب الجنايز) كما كانت بطريقة “الفرش ” أو” الرّصف ” أو البلاط .
10 – إثبات رخامات تذكارية تحمل تسميات كل أبواب المدينة التي اضمحل جلّها وهي فيما يخصّ أنموذج باجة 10 أبواب = باب العيــن/ باب المديــــنة أوباب السّـوق ويسمى أيضا باب سويقة، باب الجنـايز ويسمى أيضا باب باجة، باب الرّحبة أو باب سيدي بوتفاحة، باب السّبعة، باب الجديد، باب خلاء، باب الجديـد الفوقاني ,باب خننّو وذلك في شواهد هذه الأبواب أو بأماكن وجودها الأصلي وإطلاق أسمائها على الساحات التي توجد بها. وتوظيف هذه السّاحات وفقا لاحتياجات المجموعة سواء كانت هذه الاحتياجات ثقافيّة أو ترفيهيّة أو تجاريّة (ساحة البرادعيّة، ساحة النّاصر باي، ميدان باب العين، بطحاء زاوية سيدي عبد القادر …)
11 -إثبات رخامات تذكارية أو لوحات معدنية قرب كل معلـم للتعريف به بعد استكمال عمليات الترميم أو التهذيب أو التجديد، تمّ ذلك في باجة وبإسهامنا مع الجامع العتيق وجامع أحمد الجزّار وجامع الباي وجامع معبد بن العبّاس وزاوية الخضّارين وزاوية المغراوي وزاوية سيدي بوتفاحة وحمام بوصندل، ويستحسن آنيا القيام بذلك بالنسبة إلى المعالم ذات القيمة التاريخية أو الجمالية أو المعمارية التالية كالقصبة والأسوار والتّحصينات الدّفاعيّة الباقية وقصر باردو وجامع النّخلة وسيدي بابا علي (يحتاج إلى تدخّل فوريّ) وزاوية سيدي بلقاسم الصمادحي (مرمّمة) وزاوية الحواريّين ( مرمّمة بحاجة إلى عدم الإشغال)، دار الشّرع ، دار القاضي، دار بدري، حمّام المدينة ، سبيل باب العيـن أو سبيل يوسف صاحب الطّابع، كنيسة السيدة العذراء، قصر البلديّة، جامع اليهود، فندق الجرابة ، وكالة اليوسفيّة (وهي معلم حفصي أزيل مؤخرا وينتظر أن يعاد إلى سيرته الأولى)، ساباط السعيّد.
12 – إثبات لوحات معدنية كبرى توضّح تخطيط المدينة العتيقة في موقعها من النسيج الحضري الكلّي للمدينة وأهم نقاط الاستقطاب السّياحي والحضاري فيها مع ضبط مسلك سياحيّ أساسي لزيارة هذه المعالم بكلّ ما يعنيه ذلك من تهذيب وتأنيق.
13 – تجديد الوظائف الثّقافيّة لهذه المعالم التّاريخية ولاسيما منها الفضاءات الروحية وعلى رأسها زوايا علماء المدينة وأوليائها الصّالحين التي أضحى جلّها مهجورا أو موظّفا في أغراض غير ثقافية كالسكن والتّجارة بتحويلها، بعد تصفية أوضاعها العقارية، على غرار زاوية بابا علي الصمادحي إلى نواد للأطفال أو رياض قرآنية أو رياض أطفال أو مقرّات لجمعيّات المجتمع المدني … وذلك حسب فساحتها وحالتها المعمارية خصوصا أن الكثير منها لا يحتاج إلاّ إلى شئ قليل من الترميم.
وتنسحب إمكانات الاستغلال و التوظيف في حالة باجة على 14 زاوية على الأقلّ منها زاوية الحاج ميلاد الشّريف (بحاجة إلى تدخل فوري) وزاوية امحمّد المغراوي (مهيّأة ) وزاوية محمّد القسطلّي (مهيّأة ) وزاوية سيدي منصور (مهيّأة ) وزاوية الحواريّيـن (مهيّأة ) وزوايا سيدي فرج بن سلمة وسيدي عمّار وسيدي غيلان وسيدي علي الهوّاري وسيدي يعقوب الطنقي إضافة إلى معلم القصبة الذي يحتاج إلى تدخّل فوريّ عميق وشامل ومعزّز بالمزيد من الموارد البشرية أمسى متأكّدا أكثر من أيّ وقت مضى والشروع في تركيز المتحف الجهوي هناك خصوصا أن السّلط العموميّة كانت قد اتخذت قرارا في ذلك منذ سنوات وأنّ إحداث هذا المتحف الجهوي للتـّراث الأثري والاتنوغرافي والعلمي والشعبي والفنون التقليديّة والحركة الوطنية من الأهميّة بمكان في حفظ تراث الجهة وإبداعاتها والتعريف بها عرضا ودراسة.
14 – تسريع وتائرترميم معلم القصبة وتعهّد عقود قناطر تحت السور والمكمدة وحومة الجرابة ( تنفيذ حكن قضائي بإعادة بنائها) وحومة الأقواس وصيانة بقايا أسـوار المدينة وأبراجها وإعادة بناء الأبواب القديمة بمواقعها الأصلية أو بالقرب منها، باب الجنايز وباب السبعة وباب المدينة وباب الجديد وباب العين بالنسبة إلى مثال مدينة باجة العتيقة وهذا ممكن لو تبنّت أشغال إعادة البنـاء والترميم مؤسسات بنكية و مالية ( مشروع إعادة بناء باب الجنائز أو باب باجة بتمويل من البنك الوطني الفلاحي) مثلما حدث لباب البحر بالعاصمة وحبّذا لو صدر قرار بلديّ في الشأن على غرار ذاك الذي صدر عن بلدية تونس أوائل الاستقلال.
II – في صيانة التراث الثقافي
1 -ضبط التـراث الثقافي الجهوي المكتوب منه والشفوي، المطبوع والمخطوط والمرويّ وذلك عن طريق:
أ – رصد المخطوطات و إحصائها وتجميعها واجتلاب ما كان مودعا منها بمكتبات بالخارج والمبادرة بالتعاون مع دار الكتـب الوطنيّة والأرشيف الوطني إلى تصويرها بطريقة الميكروفيلم وصولا إلى انتساخها في نظائر عديدة مع تسفيرها وإيداعها بالمكتبات العمومية أو الجهوية أو مكتبة المتحف الجهوي المرتقبة أو مكتبة جمعية صيانة المدينة المنتظرة تمهيدا للتشجيع الفعلي على تحقيقها ونشرها .
ب – اقتناء ما تيسّر من الدّراسات التّاريخيّة والحضاريّة المتعلّقة بالجهة كحـيّز جغرافي حضاري مدروس أو مؤلّفات أبنائها والمنتسبين إليها بالولادة أو النشأة أو الوفاة أو الاستيطان باشترائها مباشرة متى توفّرت منها نسخ مطبوعة وتصوير البقيّة وتسفيرها.
ت – توجيه نداء إلى مواطني الجهة والمثقفين عموما من أجل الإعلام بما قد يكون في حـــــوزتهم من مخطـوطات أو عقود قديمة …وتأمينها لدى الجهات العلمية المحكّمة بالهبة أو بالبيع أو بالإعارة حتّى يتسنّى تصويرها والاستفادة منها.
ث – تشكيل لجنة مختصّة لتوثيـق التّراث المرويّ وأدب المشافهة و تدوينه: شعر شعبيّ، أزجال، إنشاد صوفيّ، أقاصيص، خرافات، أغان ملاحم …
2 – تنظيم ندوات فصليّة وأيّام سنويّة لحماية التّراث تحتوي على روزنامة معلومة من الدّراسات والبحوث التّاريخية والأثريّة بالتعاون مع المعهد الوطني للتـّـراث والجمعيّة التونسيّة للمعالم والمواقع والوكالة الوطنيّة لإحياء واستغلال التراث الأثريّ والتاريخيّ بغاية الإعلام والتحسيس و شحذ الطاقات وحشد مزيد من المهتمّين وفرق البحث، على أن تكون محاور الاهتمام في هذه النـّدوات والأيّام الدّراسيّة مركّزة على التّعريف بمعالم الجهة وأعـلامها والتراث المعماري الذي تتميّز به واقعا وآفاقا، مناهج إحياء ومسالك إدماج.
3 – تشكيل لجنة لتعريب الدراسات الأجنبيّــة ذات الصّلة وتخصيصا منها الإنكليزية والإيطالية والأسبانيّة واللاّتينيّة والإغريقية.
4 – إنجاز دليل سياحيّ لمدينة باجة وضواحيها (أنجزنا مشروعين له) وحبّذا لو انسحب ذلك على المسلك السّياحـي ّللولاية برمّتها ( وضع خريطة للمعالم ، التقاط صـور لها، التعريف بها وبمميّزاتها الحضاريّة صحّيا وحرفيّا وطبيعيّا و أثريّا …)
5 – تحديد روزنامة بحـوث حول المعالم الأثريّة والبنايات التاريخيّة وتوزيعها ودراسات حول ترميمها.
6 – البـحث في الوسائل الكفيلة بإعادة تنظيم النّشاط الاقتصادي والحرفيّ بالحيّ التجاريّ والصّناعيّ العتيق وإعادة ترتيب الصناعات الحرفيّة التقليديّة وتوزيعها ضمن أسواقها العريقة ( الحوكيّة، البرادعيّة، الزنايديّة، سوق النّحاس، سوق العطّارين، سوق القماش، سوق الّلفّة، سوق الجرابة، النجّارين، الخضّارين، الملاّسين، الحدّادين …) مع إدخالها في الدّورة الاقتصادية والتصدّي لظاهرة الانتصاب العشوائي في الأسواق المذكورة (المثال ساطع وصارخ في سوق باب الجنايز وسوق عين الشمس وسوق باب السّبعة فوضى وغياب لأدنى مظاهر التنظيم ) وتشجيع أرباب المصنوعات اليدويّة المهدّدة بالانقراض على الاستمرار بمدّ الشبّان منهم بالخصوص بالموادّ الأوّليّة والمعـدّات الأساسيّة وتوفير القروض وتيسير فتح المحلاّت لأنّ توفير ظروف العيش الكريـم وتأمين مواطن الشّغل شرط أساس للصمود أمام كلّ التحدّيات والاغراءات .
7 – إصـدار نشريّة سنويّة خاصّة بما عسى أن تنجزه جمعيّة صيانة وتجديد المدينة من أعمال ودراسات حتّى تعمّ الفائدة العلميـّة وتحفظ الحقوق الماديّة والأدبيّة للباحثين وفي مثال جمعيّة صيانة مدينة بنزرت أنموذج يحتذى.
8 – توظيف المعالم التاريخيّة في إقامة المعارض ومختلف التظاهرات الثقافيّة من ندوات دراسيّة ( ندوة المؤرخ محمد الصغير بن يوسف، ندوة اللغوي محمد التواتي) وعروض مسرحيّة وفنّية وملتقيات( ملتقى القلصادي للعلوم الصحيحة) حتّى يستفيد العموم وتصان الفضاءات وتشحذ عزائم المهتمّين.
9 – العناية بجمع التــراث الفنّي والموسيقي الشّعبي ودرسه والتعريف به وتطويره والاجتهاد في دفع مضامينه نحو ضرورة التعبيـر عن المشاعر الراهنة لكلّ فئات الشّعب ومعاناتها اليوميّة ومتطلّبات التنمية اليوميّة (المالوف والسّلاميّة خصوصا…)
10 -الشروع في كتابة تاريـخ الحركة الوطنيّة والشّعبيّة بالجهة بالتعاون مع معهد تاريخ تونس المعاصر وتمكين الشّباب بفضل عما إعلامي تثقيفيّ واسع النّطاق من التعرّف على محتوى الأطروحات والبحوث والدّراسات التاريخيّة والاجتماعيّة التي صنّفها عدد من الجامعيّيـن والمفكّرين بخصوص الجهة وفسح المجال للاستماع إلى شهادات المناضلين الذين واكبوا الحركة الوطنيّة ولم يتكلّموا بعد أو أدلوا بشهاداتهم ولم ينشروها وذلك بغاية تصحيح ذاكرتنا التاريخيّة الجماعيّة.
ولعلّ أدنى واجباتنا إزاء أحرار الجهة من الذين قاوموا الاستعمار وسياسات البايات القمعيّة وتصدوا للدكتاتورية وضحوا أرواحهم فداء للوطن وكذا الأمر بالنسبة إلى علماء المنطقة ومفكّريها وسائر الأعلام الذين ارتبطت أسماؤهم بها أن نكـرّمهم بإطلاق أسمائهم على الأنهج والميادين والمؤسّسات التعليميّة والثقافيّة والدينيّة وتضاف أسماء الشّهداء منهم إلى سجلّ شهداء الوطن وتحفظ رفات المعروفين منهم بأضرحة لائقة بأماكن معلومة من مقابر الشّهداء والنّصب التذكاريّة حتّى يظلّوا خالدين في ذاكرة الشّعب
د . زهيـــــر بن يــــوسف
جامعيّ تونسيّ