| هيكل المكي هذا محام ونائب عن حركة الشعب، ويؤتى به في وسائل الإعلام للتعبير عن مواقفها، وتردف فيديوهاته التي تنشر على صفحة الحركة بكثير من البرافو وعبارات الاستحسان من المنتمين كما هو واضح. المهم أنه ظهر في الندوة التي ترأسها نبيل القروي إثر سقوط حكومة الحبيب الجملي، والتي أعلن فيها رئيس حزب قلب تونس عن مبادرة وراءها أزيد من 90 نائبا بمن فيهم حركة الشعب.يذهب الظن لأول وهلة بأن هيكل المكي ممثل حركة الشعب في تلك المبادرة، وتتتالى نقاط التعجب حول ما كان يقوله ممثلوها عن فساد القروي وحزبه من جهة والتلاقي معه من جهة أخرى، وحول شعارات المبدئية والثورية التي كانوا يرفعونها من جهة، وحول حقيقة البيع والشراء التي تمارس في الكواليس. وحول معارضة التطبيع من جهة ومن جهة أخرى التنسيق مع القروي صديق ضابط الموساد الإسرائيلي “آري بن ميناش”. لكن.حركة الشعب كذبت بالحرف الواحد بأنه “لا علاقة لها بما يتم تداوله”. هذا واضح عندي تماما. الأحزاب لا يجب أن ننظر إليها على أنها كل لا يتجزأ، وإنما تشقها اختلافات -ربما- بعدد الفاعلين فيها وفي النهاية طبقا لاختلاف مصالحهم الطبقية أو الجهوية أو الشخصية أو حتى العائلية أو غيرها.وهنا فهيكل المكي لا ننسى أنه محامي نبيل القروي، وبالتالي فبينهما مساحة من المصلحة المشتركة. ومن الطبيعي أن يكونا على تواصل مستمر وحتى على توافق وانسجام، خاصة إن دخل على الخط مبروك كورشيد الذي يلتقي مع هيكل المكي في توجهاته الإيديولوجية والمحامي هو الآخر، وأحد مؤسسي حركة الشعب قبل أن يستقيل منها.من زاوية ما حركة الشعب غير معنية بعلاقة المكي بالقروي، ولا يمكن أن تحاسب على ذلك، لكن بما أن هيكل المكي نائب من نوابها وهي التي ترسله ليعبّر عن مواقفها في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في نفس الوقت، يحق أن نتساءل إلى أي مدى استطاع أن يؤثر على توجهاتها -على الأقل- منذ الانتخابات إلى الآن؟ وإلى أي حد استطاع أن يؤثر على مواقفها خلال التفاوض على المشاركة في الحكومة وصولا إلى إعلان رفض تلك المشاركة؟ بل أكثر من ذلك إلى أي مدى استطاعت حركة الشعب أن تجر معها التيار الديمقراطي في الموقف الأخير خلال التفاوض؟تلك الأسئلة لا تتطلب إجابات بقدر ما تتطلب من المعنيين التمعن فيها. في انتظار أن نقرأ لحركة الشعب توضيحا لحضور هيكل المكي في تلك الندوة الصحفية. |