500 عام على رحيل ليوناردو دافنشي.. معارض وأعمال نادرة
خمسمئة عام مرّت على وفاة الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1452-1519) وتصادف ذكراها اليوم، حيث تقيم المؤسسات الثقافية الفنية في إيطاليا والعالم تظاهرات مختلفة بدءاً من اليوم وحتى نهاية السنة، تتناول تجربة أحد أبرز من مرّوا في تاريخ الفن الإنساني.
توفي دافنشي كما يروي المؤرخ الإيطالي جورجيو فاساري بين يدي الملك فرانسيس الأول، الذي كان راعياً له، ويعتبره بمثابة معلم وأستاذ ناقش معه فرانسيس الشاب أمور الفلسفة والفن والهندسة والعمارة.
يصف فاساري كيف قام الملك بإسناد رأسه على أمل تخفيف معاناته لكنه فارق الحياة في اللحظة نفسها، وقد ألهمت هذه القصة، رغم أن كثيرين اعتبروها من خيال فاساري، الفنان جان أوغست دومينيك لرسم لوحته “الموت مع الملك” عام 1818 والتي تجسّد دافنشي ميتاً بين يدي فرانسيس الأول.
دفن ليوناردو في دير كنيسة سانت فلورنتين في أمبواز، لكن الموقع الحالي لرفاته هو لغز آخر”، فقد جرى هدم الكنيسة في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، وعلى الرغم من أن الحفريات كشفت بعد ذلك عن عظام يعتقد أنها رفات دافنشي، لكن الأمر ما زال مشكوكاً فيه.
من أبرز الأحداث الرئيسية للذكرى الـ 500 لوفاته، عدّة معارض في البندقية، ومعرض خاص بمخطوطة له مكوّنة من 72 صفحة والتي تناقش حركة المياه والحفريات وضوء القمر (من بين موضوعات أخرى)، وتعود ملكيتها اليوم إلى بيل غيتس، الذي قام بشرائها عام 1990 مقابل أكثر من 30 مليون دولار ويعيرها اليوم للمنظّمين بهدف عرضها.
في مكتبة “بيبليوتيكا ريال” في تورينو، يُعرض بورتريه ليوناردو الشهير الذي رسمه بنفسه، واستمرت عملية ترميمه عامين لغرض التظاهرة، كما سيتمّ عرض 13 رسمة له ومخطوط عن “رحلات الطيور”. وفي “متحف دافنشي الوطني للعلوم والتكنولوجيا”، تُعرض نسخ من بعض الآلات التي اخترعها ليوناردو.
أما في مسقط رأس دافنشي، وبالتحديد في متحف ليونارديانو، فيعرض أول رسم معروف للفنان، رسمه بتاريخ 5 آب/ أغسطس 1473 ، وكان عمره آنذاك 21 عاماً، وهو منظر طبيعي وكتب عليه ملاحظة حول الاحتفال الكاثوليكي في سانتا ماريا ديلا نيفي (سيدة الثلج)، وقد أعلن المتحف أن التفاصيل الموجودة في الرسم تشير إلى أنه مزيج من أماكن مختلفة، بما في ذلك سلسلة جبال مونتالبانو في صقلية ومنطقة فالدينيفول في توسكانا، وأنه سيظلّ معروضاً لغاية 25 أيار/ مايو، حيث تتوفر أيضاً نسخة رقمية ثلاثية الأبعاد عالية الدقّة من الرسم، ما يتيح للزوار رؤية التفاصيل غير المرئية بالعين المجرّدة.
في لندن، أُعلن عن عرض بورتريه جرى التعرف مؤخراً على أنه يعود إلى دافنشي، وهو البورتريه الوحيد الناجي له والذي لم يرسمه هو بنفسه، وهي رسمة تعرّف عليها أستاذ تاريخ الفن البريطاني مارتين كليتون، المتخصّص في دافنشي، وقد رسمها تلميذه فرانشيسكو ميلزي قبيل وفاته. في الرسم، يبلغ عمر دافنشي حوالي 65 عاماً، وفقاً لكليتون، ويبدو حزيناً ومرهقاً، اشتهر ليوناردو بلحيته في الوقت الذي كان فيه عدد قليل نسبياً من الرجال ملتحين.
كما تنظّم لندن وكارديف وغلاسكو وبلفاست اليوم وحتى 6 مايو 12 معرضاً يتاح خلالها رؤية 144 من رسومات ليوناردو، وتسمى المعارض مجتمعة “ليوناردو دافنشي: حياة في الرسم”. كما يفتتح معرض فردي في “غاليري الملكة” في قصر باكينغهام، ويضمّ 200 رسمة تنتقل في الأشهر المقبلة إلى أدنبرة، وتتضمّن عملين نادرين هما “رأس ليدا”، و”رجل خدعه الغجر” اللذين رسما عام 1493
أما في باريس، فتُعرض جدارية “العشاء الأخير” في قصر “شاتو دو كلو لوسيه” في فرنسا، حيث أمضى السنوات الأخيرة من حياته ، بين 1516 و 1519، وهذه هي المرة الأولى التي يكون فيها العمل خارج متحف الفاتيكان منذ القرن السادس عشر. ويتوقع “اللوفر” زيادة في الإقبال على “الموناليزا”، التي تعتبر أحد أشهر أعماله.