في مكتب قديم بباب مقوّس يفضي إلى دوار المنارة وسط مدينة رام الله، كان ناصر درويش يتلقى اتصالات المسافرين التي لم تنقطع منذ سبعة عقود لحجز مقاعدهم إلى استراحة أريحا ثم إلى الأردن عبر جسر الملك حسين.
وبين صور سيارات من الخمسينيات والستينيات وحتى التسعينيات، يروي مكتب درويش -الذي يعد أقدم محطات نقل الركاب بالضفة الغربية- “ذاكرة الزمن الجميل” كما سماها مسار تثقيفي نظمه “مهرجان الصورة في فلسطين” والذي يحتفي بأرشيفات فوتوغرافية قبل وبعد النكبة.
ويقول مدير المكتب وأقدم سائقيه محمود درويش الحاج ياسين (57 سنة) إنه أسس كأول محطة للنقل الخاص عام 1955 على يد عائلته في رام الله بعد تهجيرها من مدينة اللد. وكان أبناؤها يمتهنون النقل على خط اللد يافا قبل أن تقع مدينتهم في أيدي العصابات الصهيونية في النكبة عام 1948.
وفي صدر المكتب صورة بالأبيض والأسود لمؤسسه درويش الحاج ياسين، وأسفلها عُلق مفتاح عمره سبعون عاما لبيته في اللد. يقول محمود ابن الجيل الثالث من سائقي العائلة وهو يبتسم “هذا الحديد بقي في دمنا أبا عن جد”.