أنقذوا الجسر الروماني،،،، أنقذوا تاريخا يغرق.
د. زهير بن يوسف
المعالم الوطنية الشاهدة جديرة بمبادرة حماية، وجسر وادي باجة الروماني واحد من هذه المعالم التي تؤكد شهادات أهل الاختصاص على جدارته بالإتقاذ.
- الجسر الروماني: معلم تاريخي
يقع Pont Trajan او الجسر الروماني، على وادي باجة، 13 كلم جنوبي مدينة باجة. هذا المعلم الأثري ما يزال يطاول الدّهر بأمتاره السّبعين منذ أن ابتناه الإمبراطور تيبار Tibère عام 29 ومنذ أن قام الإمبراطور طراجان Trajan بتعهّده من بعده.
- القنطرة الرومانية معلم مرتّب
الجسر معلم مرتب تحت إسم القنطرة الرومانية، الموقع الأثري: محطة باجة، المعتمدية: باجة الجنوبية، تاريخ الترتيب: 24 مارس 1892، وبالتالي فهو مشمول بأحكام الفصل 37 من الباب 2 من العنوان 4 من مجلة حماية التراث الأثري والتاريخي والفنون التقليدية، وهو الفصل الذي ينص على ان المعالم المرتبة بصفتها معالم تاريخية تخضع لأحكام الفصول 28 و 34 من المجلة المذكورة.
- تحولات طوبونيمية مرتجلة
نهج أميلكار بمدينة باجة الذي ينطلق من تقاطع نهج الحبيب ُثامر ونهج الجمهورية عند ساحة الصداقة كان يسمى نهج جسر طراجان Rue Pont Trajan،
ولست أدري ما هو المبرر الذي دفع المجلس البلدي عام 1988 إلى استبدال هذه التسمية التاريخية ذات الدلالة العميقة بالتسمية الجديدة على أهميتها؟
كما أن الطريق الموازية لهذا الشارع كانت تسمى طريق الجسر الروماني Route du Pont Romain ، وكانت العلامات الكيلومترية فيه تحمل إسم الجسر الروماني،
ولست أدري ما الذي دفع الإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان إلى تعويض الطوبونيم التاريخي بإسم بالشوك؟
- لنراجع الخطأ
التحول الطوبونيمي لا بد أن يكون مدروسا،
ولذا فإن البلدية مدعوة إلى مراجعة قرارها المذكور بإعادة التسمية الأصلية إلى نصابها، والظاهر أنها فعلت ذلك في إعلامها ولكن ليس عن دراية وتصحيح إداري وإنما اعتمادا على ذاكرة المكان وهي ذاكرة لسان حالها يقول:
خطأ شائع خير من صواب مهجور.
وكذلك “إدارة التجهيز “،
حتى يظل المعلم حاضرا في ذاكرة الأجيال من ناحية وحتى يسهل إدخاله في المسلك السياحي لمدينة باجة وظهيرها، ومن هنا بالتحديد تأتي ضرورة مسارعة السلط ذات النظر إلى اتخاذ التدابير اللازمة لنقل المعلم وإنقاذه.
- الجسر الغريق وضرورة إنقاذه
أمسى هذا الجسر، وهو الجسر الرّوماني الوحيد المتبقّي من جملة 7 جسور كانت قائمة على وادي باجة، مهددا بصفة جدّيّة بالإندثار ما لم تتداركه عناية المعهد الوطني للتّراث بالتنّسيق مع الوزارات المختصّة لإنقاذه من مياه سيدي سالم الّتي تنحسر عنه لفترات وتكاد تغمره بشكل شبه كامل لفترات أخرى وذلك بتفكيكه وإعادة تركيبه في موقع قريب من موقعه الأصلي على غرار ما فعلت مصالح المعهد المختصّة في موقع وادي الرّمل بجهة الزّريبة، ولاية زغوان، إذ من المؤلم أن نشاهده وقد حكم عليه أن يغادرنا رغما بعد ألفي عام من الصّمود.
فهل نطمع في إنقاذه؟
إلى ذلك نطمح وفيه نأمل وما ذلك على المؤسسة الوطنية ذات الصلة بعزيز ؟
فهلا سارعت وزارة الثقافة ممثلة في مصالح المعهد الوطني للتراث بإدراج هذا المعلم على قائمة أولوياتها تفكيكا ونقلا وإعادة تركيب خاصة أنه معلم مرتب.
تحريرا بباجة في فيفري 1997.