حوار مع الفنان اكرام عزوز و رحلة إلى الزمن الجميل

0

إكرام عزوز ممثل و مخرج تونسي مسرحي بالأساس شارك في عديد الأعمال التلفزية والمسرحية  و السينمائية وتألق بقدرته على الإقناع في تقمص أدواره المختلفة  سواء في الأعمال القديمة أو الجديدة . كما يعتبره جمهوره انه رمز من رموز الزمن الجميل.

هل يمكن أن تحدثنا أكثر عن الفنان إكرام عزوز ؟

إكرام عزوز مخرج و ممثل تونسي لي  بصمة في المجال المسرحي و التلفزي و السينمائي وفي رصيدي  العديد من الأعمال الفنية و دخولي إلى مجال المسرح كان بالتدرج من المسرح المدرسي إلى مسرح الهواة ثم إلى مسرح الاحتراف.

دارس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية .. تقلدت إدارة عدد من دور الثقافة مثل دار الثقافة البشير خريف متصرف سابق لفرقة مدينة تونس للمسرح ومدير الانتاجات بالفرقة و مدير المركز الثقافي بئر الأحجار.

هل تميل أكثر إلى التمثيل أو إلى الإخراج ؟

صفة الممثل دائما طاغية  لأني اعتبر نفسي من الممثلين المحضوضين  فقد اشتغلت مع عديد المخرجين التونسيين
و الأجانب و تجربتي كانت مع كبار المسرح مثل بشير الدريسي و عز الدين قنون و عبد العزيز ألمحرزي محمد  كوكة  تعلمت منهم الكثير هذا إلى جانب تجربتي مع شفيق الصحيبي  من المغرب و محمد البليسي . كما شاركت في أفلام خارج القانون مع المخرج رشيد بوشارب من الجزائر إضافة إلى عملي مع المخرج حوزي صنشاز في السينما و المخرج التونسي فريد بوغدير خاصة في الفيلم الاخير زيزو … لذلك اعتبر نفسي ممثلا مشبعا بعديد التجارب التونسية و الاجنبية  واعتبر جانب الممثل اخذ حظه كما يجب . اما جانب الاخراج فمن اهم الاعمال التي عرفت بها في الاخراج هي دار الهناء مع كوثر الباردي و جمال الدين السعدي  التي تعتبر ثاني عمل مسرحي تونسي حاز على رواج كبير  في التلفزة التونسية  على مستوى البث و على اليوتوب بعد مسرحية المريشال كما انتجت عدة تجارب اخرى انتاجية سواء في الوان منشو مع ريم الزريبي في العمل ايجا وحدك مع فيصل بالزين في عمل يا ليلة العمر بالاضافة إلى جعفرية  واخراج عمل الورثة . واعتبر نفسي ممثل أكثر من مخرج ولكن احب تجربتي في الاخراج .

ماهو أكثر عمل تلفزي أو مسرحي أو سينمائي احببت الشخصية التي تقمصتها فيه وكان الاقرب إلى قلبك ؟

شخصية منصور في قمره طاح ممكن هي الاقرب إلى قلبي  كان احد الاعمال الهامة للمرحوم المخرج عز الدين قنون تتمثل في شخصية شريرة و كان رئيس شعبة جطم حسيبة الشخصية التي جسدتها الفنانة ليلى طوبال . و دور شخصية منصور الحساس في تلك الفترة الزمنية التي تميزت بالحساسية السياسية جعلها فريدة من نوعها وعموما كان العمل ناجح بثلة من الممثلين مثل جلال الدين السعدي و المرحوم طارق الزموري و تجولنا بهذا العمل المسرحي سواء في افريقيا ذهبنا إلى الكوديفوار و ليبينين عرضناها كذلك في لندرا وفي فلانسيا باسبانيا و مالطا واطاليا وكان لنا الفخر اننا قدمناها في عرض غير مسبوق  في مصر وفي مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في عرض عالمي   واحدثت في ذلك الوقت  صدى عالمي كبير و خاصة ضجة في مصر حول هذا العمل التونسي المميز قمره طاح

كيف كانت تجربتك في مسرح العائلة و كيف تقيمها ؟

انا ادافع دائما على قوة التلفزيون التونسي في احتوائه على جل الفنون و التنويعات وكان لنا نحن مغرمي المسرح مواعيد قارة للعرض في التلفزة التونسية و شاهدنا من خلالها اعمال فرقة مدينة تونس للمسرح و اعمال فرقة الكاف وغيرها وكانت سببا في زرع ولعنا بالمسرح ولكن في السنوات الاخيرة ربما انقطعت التجربة ولم يعد هناك بث مسرحيات لذلك عندما تمت دعوتي لتجربة مسرح العائلة سررت بالتجربة و سجلت في مسرحيتين الاولى بعنوان الوصية في دور شيخ يكتب وصية لمتوفي و عمل ثاني  بعنوان نانا شريفة تقمصت فيها دور امراة على طريقة عبد السلام البش وليس بالطريقة المستهجنة المبالغ فيها وقدمت كذلك نص بعنوان باكو نوار وقام ببطولته كل من زهير الرايس وكوثر بالحاج و عموما تجربة جميلة اتمنى ان تستمر في ظروف افضل لان التصوير في غير فضاء المسرح البلدي ربما يفقد بعض الاعمال قيمتها.

كيف تقيم تجربتك في مسلسل 27 خاصة انك تملك تجربة في الاخراج ؟

مسلسل 27 هو واحد من اروع المسلسلات التي  استطاعت ان تكون حاضرة في شهر رمضان الفارط للاسف الشديد مسلسل 27 انطلق تصويره في وقت متاخر جدا اصيب بلعنة فيروس كورونا ولهذا السبب تقيمه لا يستقيم لأنه حسب رايي اذا شارك احدهم في مسابقة في البحر وحدثت عاصفة مفاجاة لا نستطيع ان نحكم اذا كان سباح ماهر أو لا كما  اعتبره ماهر لأنه استطاع النجاة من العاصفة ولا اعتبره غير ماهر لأنه لم يتمتع بنفس ظروف الاعمال الاخرى التي معظمها تم تحظيرها حتى قبل ازمة الكورونا اضافة إلى ذلك العمل بصدد المراجعة  من طرف المخرج و الشركة حتى يكون في مستوى  افضل لكن انا سعيد جدا بطرح المسلسل لأنه طرح هام فيه حديث عن شهداء هذا الوطن و الجحود الذي يصاب بيه عائلاتهم بعد وفاتهم و تضحياتهم. فيه تكريم رغم الهينات التقنية لشهداء الوطن . وحسب رايي كان الاجدر عدم اكمال تصوير المسلسل لان الموضوع حساس و هام و يمس شعور كل التونسين لذلك كان بالامكان ان نتريث ولا نلقي بيه في هذه الظروف.وكان يمكن ان يبقى للعام المقبل حتى تتوفر له ظروف افضل .

كيف تفسر حنين المشاهد التونسي دائما للمسلات القديمة ؟

الاعمال القديمة الكلاسيكية نفس الموضوع يطرح للاغاني وخاصة ان الاعمال القديمة لم تكن تنتج للمنافسة لان في السنوات الاخيرة الهاجس المادي طغى على كل منتجي الاعمال  اصبح طرح المواضيع واختيار الممثلين و حتى اللباس بهدف اثارة المشاهد و بالتالي زيادة نسبة المشاهدة و تحقيق مكاسب مادية على حساب الجودة الفنية حسب رايي هناك مواضيع جيدة تستحق الطرح مثلا معاناة خرجي المعاهد العليا فهل يجرا احد على الكتابة وهو متاكد ان الموضوع يهم نخبة واحدة فقط إي قضية واحدة وليس كافة الناس اذن الاثارة من خلال مسلسل شورب أو اولاد مفيدة أو من خلال الام العزباء و التحرش كلها مواد لاثارة الجمهور ولهذا السبب اصبح المشاهد التونسي يرتاح أكثر مع المسلسلات القديمة مثلا مسلسل الخطاب على الباب يجسد اجواء الطمئنينة و الجمال و الجودة الفنية و الحنين إلى زمن الجميل.

ماهو العمل الفني الذي تمنيت لو كنت جزء منه ؟

جميع كتابات علي اللواتي للتلفزة الوطنية التي تعكس تفكير و عمق و ابداع مخرجها يهمني الانتماء  اليها كذلك حاتم بالحاج وقد شاركت معه في شوفلي حل في جزئين واعمال اخرى واعتبره من المثقفين الذين يكتبون بشكل جيد للتلفزيون و خاصة الكوميديا وعامة ليس هناك عمل تونسي لا اتمنى المشاركة فيه لتقديم الاضافة لكن في السنوات الاخيرة  ليس هناك اعمال اتصالوا بي للمشاركة فيها على اساس انها كوميديا ولكن هناك اعمال تمس من الذوق العام لا تستهويني لذلك اعتبر ان كل الاعمال القديمة كنت استطيع المشاركة فيها للاضافة .

هل رفضت ادوار فيها تقليل من قيمتك الفنية ؟

نعم اقترحت عليا اعمال ولكن لا استطيع القول اني رفضت لان كلمة رفض فيها نوع من الشعور بالاكتفاء و الاستعلاء من جهة اخرى شاركت مثلا في سلسلة دار عجب على قناة حنبعل رغم ضعف الامكانيات ليس لديا نية تكبر على اي عمل فني لكن اذا وصلت الكوميديا إلى مستوى منحط من الاستهجان بصراحة هناك اشياء تتجاوز المنطقي وهناك بعض الاعمال لو طلبوا مني المشاركة فيها كنت سارفض احتراما للجانب الاخلاقي ولصورتي كاب عائلة محافظ  اريد الحفاظ على صورتي و خاصة امام جمهوري .

ماهي الاعمال الفني التي تعد لها الان ؟

اعد إلى تظاهرتين الان لاني انا مدير المهرجان الدولي للمنودراما بقرطاج اعددنا الدورة الاولى في 2018 و الدورة الثانية  في 2019 و نستعد للدورة الثالثة في 2021 وفي نفس الوقت اشرف على ايام بلدية تونس للمنولوج  الشبابي الذي سيتم من 15 إلى 17 ديسمبر القادم في المركز الثقافي لمدينة تونس بدعم من بلدية تونس. و استعد لافتتاح المركز الثقافي بئر الاحجار الذي سيكون في شهر جانفي أو فيفري بعد غلقه لمدة ثلاث سنوات. و في نفس الوقت اشتغل مع منير العرقي على عمل موسيقي مسرحي يحمل عنوان ديما نضحك ديما زاهي نفس الشيئ مع الفنان جمال المداني و الفنانة لبنى نعمان و محمد علي المداني لدينا مسرحية بعنوان فيريس سترى النور في شهر ديسمبر

كلمة اخيرة توجهها إلى الجمهور ؟

أحب كل الناس التي تحبني وكذلك الناس التي تنتقدني لأنني اعتبر النقد شكل من أشكال التقدم و الانتباه إلى أعمالك وأرحب بكل النقد الموجه لي وأتمنى أن أكون دائما عند حسن الظن.
حوار ملاك عروة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.