عن حقائق أون لاين
مروى الدريدي-
كشف القيادي بحركة النهضة العجمي الوريمي، في تصريح لحقائق أون لاين، عن برنامج عمل الحكومة القادمة الذي أعدته الحركة والذي يتضمّن 120 نقطة، 50 منها أساسيّة وذات أولويّة.
وستطرح حركة النهضة، وفقا للعجمي الوريمي هذا البرنامج على مختلف الأحزاب التي ستتشاور معها وستعرض عليهم الشراكة، كما ستعرض تصوّرها لهيكلة الحكومة القادمة دون الخوض في التفاصيل، وفي مقابل ذلك ستنظر الحركة في تصورات بقية الأحزاب وأولياتها وموقفها من الحكومة أي هل سيكونون طرفا داعما أو مشاركا أو معارضا؟.
الخمسين نقطة الأساسية في برنامج حركة النهضة
وتحدّث العجمي الوريمي عن الـ50 نقطة الأساسية وذات الأولوية في برنامج عمل حركة النهضة لكن دون تفصيل، وتتمثل هذه النقاط في “الالتزام بقيام الدولة بدورها الاجتماعي والتنموي من خلال برنامج كامل لذلك، وبرنامج دعم للقطاع الفلاحي الذي يعتبر محرّكا أساسيّا للاقتصاد ودعم القطاعات ذات القيمة المضافة العالية كالتكنولوجيا والاتصال”.
كما يشمل برنامج النهضة “دعم المبادرات الخاصة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة، ودعم الطاقة المتجدّدة وتأهيل الموارد البشرية وما تستوجبه من اصلاح، بالاضافة إلى تغيير المنوال التنموي”.
ومن بين النقاط الأساسية في برنامج حركة النهضة وفقا للوريمي، هو “تعصير الدولة وتأهيل الاقتصاد وجلب الاستثمار وتوفير مواطن شغل بالتركيز أساسا على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية”.
مواقف الأحزاب الممثلة في البرلمان من التحالف مع النهضة
أكّد العجمي الوريمي بأن حركة النهضة ستلتقي اليوم بحركة الشعب في اطار المشاورات الجارية حول تشكيل الحكومة، مبينا أنه على ضوء هذا اللقاء ستكون الصورة أوضح بخصوص مشاركة حركة الشعب في الحكومة، مشيرا الى أن النهضة ستعرض برنامجها لعمل الحكومة القادمة كما ستعرض على قيادات حركة الشعب المشاركة في الحكومة.
وتابع بأن قيادات حركة الشعب عبرت في السابق عن أفكارها وتصورها للحكومة وهي “حكومة الرئيس”، مبينا أن النهضة لم تدخل بشروط مسبقة في تفاوضها مع بقية الأحزاب، في حين أن بقية الأحزاب قدمت شروطا للمشاركة في الحكومة.
وبالنسبة لائتلاف الكرامة قال العجمي الوريمي: “إن ائتلاف الكرامة لم يعبر عن رغبته في المشاركة في الحكومة على اعتبار أنه ممثل جديد في البرلمان وأولويته هو ايجاد تجانس وانسجام ككتلة جديدة وتحتاج لوقت لذلك، وليس من اولوياتها تحمل مسؤولية في الحكومة، لكن في مقابل ذلك أكّد دعمه للحكومة والتصويت لها ومساندتها مساندة نقدية”.
وبخصوص التيار الديمقراطي والذي عبر صراحة عن رفضه المشاركة في حكومة رئيسها من النهضة قال العجمي الوريمي: “لقد عبر التيار الديمقراطي عن رغبته في المشاركة في الحكومة سواء ببرنامجه أو وتصوّره لبعض الوزارات، ولقد التقينا بقياداتهم وكان لقاء طيبا ووديّا وتطرقنا للبرنامج..”
وأضاف الوريمي أن مسألة رئاسة الحكومة ليست عائقا أمام مواصلة النقاش وهي مسألة لا تهم فقط التيار الديمقراطي بل جميع الأطراف، مؤكدا أن رئاسة الحكومة من حق النهضة وهي التي ستكون مسؤولة على الاداء الحكومي والنتائج فيما بعد وهي لا تحكم بالوكالة.
أمّا بالنسبة لحزب قلب تونس، قال الوريمي: “حسب المعلومات التي لدينا فإن قلب تونس له مشاورات مع أطراف أخرى ممثلة في البرلمان ومن نفس العائلة السياسية، وهو حزب ما يزال يبحث عن نفسه لكن لن يتموقع في المعارضة ولا وجود لاشارات تدل على أنه سيكون حزبا معارضا.
وتابع الوريمي بأنه لا وجود لأي حديث أو لقاءات رسمية بين حزب قلب تونس وحركة النهضة حول تشكيل الحكومة التي لن يكون قلب تونس ممثلا فيها مثل الحزب الحر الدستوري، الا أن النهضة لا تستبعد أحدا.
وأكد في هذا الخصوص عدم وجود أي حزب أعلن صراحة بأنه سيكون معارضا، ماعدا الحزب الحر الدستوري.
مشاورات مع نواب مستقلين وأحزاب غير ممثلة في البرلمان والمنظمات الوطنية
وقال الوريمي إن النهضة اتصلت ببعض النواب المستقلين الذين لم يتموقعوا من قبل في المعارضة ولم يعارضوا الحكومة وتبينت أن لا نية لهم في عدم منحهم الثقة للحكومة القادمة.
كما بين الوريمي أن النهضة اتصلت بأحزاب ليست لهم تمثيلية برلمانية لكن لها وزن سياسيّ على غرار الحزب الجمهوري والتكتل، مشيرا إلى أنها أحزاب تتمتع برصيد سياسي رمزي.
كما اتصلت النهضة باتحاد الشغل ومنظمة الأعراف وباتحاد الفلاحين واستمعت إلى تصوراتهم بشأن الحكومة القادمة.
رئاسة الحكومة
أكّد العجمي الوريمي أن الشخصية التي رشحتها الحركة لرئاسة الحكومة هي راشد الغنوشي، وهو المعني الأول قانونيا ودستوريا برئاسة الحكومة، ومؤسسات الحركة رشحته هو لهذا المنصب، لكن يبقى القرار النهائي له، مبينا أنه حاليا لم تطرح أسماء أخرى لمنصب رئيس الحكومة.
وبين أن النهضة ستنتظر النتائج النهائية للانتخابات التشريعية ودعوة رئيس الجمهورية اثرها للحزب الفائز بتشكيل الحكومة وعندها سيتم الحديث في المشاورات عن الأسماء وقائد الفريق الحكومي.
وأكد العجمي الوريمي أنه لا وجدود لأي حزب ممثل في البرلمان يريد الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، وكل حديث مخالف لهذا هو فقط مزايدات سياسية ولا تفيد اي طرف ولا تخدم مصلحة البلاد، مشيرا إلى أنه ليس من مصلحة أي حزب أن تعاد الانتخابات لأنه لن يضحي بالمقاعد التي تحصل عليها في الانتخابات التشريعية.
تدخل رئيس الجمهورية
بين العجمي الوريمي أن النهضة تعوّل على رئيس الجمهورية في مساهمته في حث الأطراف المعنية بالمشاركة في الحكم على التعاون الايجابي وتجميع مختلف الاراء وتقريب العلاقات بينها.
ولفت إلى النهضة مازالت في بدايات المشاورات ولم تتقدم تقدما جوهريا بخصوص تشكيل الحكومة لكنها ستواصل التشاور والالتقاء مع مختلف الأحزاب والعودة إلى مؤسساتها واستشارتها.