يصل الفيروس المُسبب لمرض الزُّكام، أو الرَّشح، أو نَزْلَة البَرد (بالإنجليزية: Common cold) إلى الجسم من خلال الأنف أو الفم أو العين، وحتى يتكاثر الفيروس في الجسم لا بُدّ من ارتباطه بالخلايا الأنفية وتحديدًا في الغشاء المبطن للأنف، وقد يتساءل البعض عن كيفية وصول الفيروس الذي دخل عن طريق العينين إلى الأنف، والجواب ببساطة أنّه عند فرك العينين سرعان ما ينتقل الفيروس عن طريق قناة الدمع ليصل إلى الأغشية المخاطية المبطنة للأنف، وبالرغم من أنّ نسبة الإصابة بالزكام ترتفع في فصلي الشتاء والخريف، إلا أنّ الأجواء الباردة لا تُعدّ سبباً للإصابة بحد ذاتها، ومع ذلك فإنّ بعض الفيروسات تُسبب الزكام في هذه الفصول أكثر من غيرها.يمكن أن ينتشر مرض الزكام من خلال الرذاذ المنبعث من المصاب أثناء عطاسه، أو سعاله، أو كلامه؛ وعند وصول الرذاذ الذي يحمل أجزاءً من الفيروس إلى شخص آخر مجاور له، يمكن أن تنتقل عدوى الزكام، لا سيّما إذا وصل الرذاذ إلى أنف أو عيني أو فم الشخص الآخر، ولفهم طرق الانتشار بشكل أفضل يمكن تقسيم كيفية الانتشار بحسب مخالطة المصابين كما يأتي: المخالطة المباشرة: مثل المصافحة؛ حيث ينتقل فيروس الزكام من يد المصاب إلى يد الشخص الآخر، ولأنّ فيروسات الزكام قادرة على العيش على جلد المصاب لمدة ساعتين على الأقل، فإنّ لمس المُخالط لعينيه، أو فمه، أو أنفه بيده الملوثة تنقل عدوى الزكام، وتجدر الإشارة إلى أنّ التقبيل بحد ذاته لا ينقل الفيروس، لأنّ فيروسات الزكام لا تنتشر عبر اللعاب، ولكن إذا رافق ذلك مخالطة مباشرة فقد تحدث عدوى الزكام. المخالطة غير المباشرة: من خلال لمس الأسطح أو الأدوات الملوثة بالفيروس، إذ يمكن بقاء الفيروس حيًا عليها لعدة ساعات، وبالتالي فإنّ لمس هذه الأسطح ثمّ لمس العين، أو الأنف، أو الفم كفيلة بنقل العدوى. عوامل خطر الإصابة بمرض الزكام بالرغم من احتمالية وصول عدوى الزكام إلى أي شخص بطرق الانتشار سابقة الذكر، إلا أنّ احتمالية الإصابة بالزكام ترتفع إذا وُجد واحد أو أكثر من العوامل الآتية:
- العمر: يُعدّ الأطفال أكثر الفئات عُرضة للإصابة بالزكام وخاصة الذين يرتادون رياض الأطفال (الحضانات).
- المخالطة: كلما زاد عدد الأشخاص المجاورين ازدادت احتمالية انتقال الفيروس؛ لذلك نُلاحظ أنّ فرصة الإصابة بالزكام ترتفع في أماكن التجمعات مثل المطارات والمدارس.
- الفصل من السنة: بالرغم من احتمالية الإصابة بالزكام في أي وقت من العام، إلا أنّ الفرصة ترتفع في فصلي الخريف والشتاء.
- التدخين: يعاني المدخنون من الزكام أكثر من غيرهم، فضلًا عن أنّ شدة الزكام تكون لدى المدخنين أكثر مقارنة بأقرانهم غير المُدخّنين.
- الضغط النفسي: حيث تزداد احتمالية الإصابة بالزكام لدى الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر.
- ضعف المناعة: سواء كان الضعف في الجهاز المناعي ناجمًا عن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة أو أية عوامل أخرى.
الوقاية الذاتية من مرض الزكام يمكن للشخص أن يقي نفسه من الإصابة بالزكام من خلال اتباع عدة إرشادات، نذكر منها ما يأتي:
- غسل اليدين بالماء والصابون جيداً، ويمكن استخدام معقم يحتوي على الكحول بتركيز لا يقل عن 60% في حال عدم توفر الماء والصابون. محاولة تعقيم الأسطح والأدوات المستخدمة باستمرار.
- المحافظة على لياقة الجسم وصحته العامة. تجنب مشاركة المناشف وأدوات الطعام والشراب مع المصابين بالزكام. تجنب لمس الأنف أو العين في حال الشك بالتعرض لفيروس الزكام بطريقة أو بأخرى.
الحد من انتقال مرض الزكام للآخرين في حالة إصابة الشخص بالزكام، يمكن التقليل من انتشاره أو انتقاله للآخرين من خلال اتباع الخطوات الآتية:
- بقاء المصاب في المنزل، ويشمل ذلك عدم ذهاب الأطفال إلى الحضانات أو المدارس.
- استخدام المنديل عند السعال أو العطاس ثم التخلص منه مباشرة، وفي حال عدم توفر المنديل يجدر السعال أو العطاس في منطقة انحناء الكوع؛ بحيث يمكن تغطية الفم والأنف جيداً.
- غسل اليدين بعد إخراج المخاط من الأنف، أو السعال، أو العطاس.
- تجنب الاتصال القريب مع الآخرين، مثل: التقبيل، والمصافحة، ومحاولة الابتعاد عنهم عند السعال أو العطاس. تعقيم الأسطح والأدوات المستخدمة باستمرار.