الشيخ خميّس الحسناوي( 1931- 2022)
يغادرنا إلى الرفيق الأعلى
د.زهير بن يوسف
خميّس الحسناوي من أشهر مشايخ الإنشاد الصوفي بالبلاد، وهو بشهادة الأستاذ فتحي زغندة، من أبرز العارفين بالطريقة السلامية وأوزانها وألحانها، وحافظ مدوناتها، وممن تركوا بصمات عميقة في الموسيقى الروحية التونسية،
ما زال صوتك الخالد يصدح بقصيدة أبي مدين شعيب:
قسما والوفاء عهد عليّ
لستُ أنسى الأحبابَ ما دمتُ حيّا* مذ نأوا للنوى مكانا قصيّا
وتلوا آيةَ الوداع فخرّوا* ** خيفةَ البين سجدا وبُكيّا
ولذكراهمُ تسيحُ دموعي *** كلَّما اشتَقت بكرةً وعشيّا
وأناجي الآله من فرط وجدي *** كمناجاةِ عبدهِ زكريّا
وهنَ العظمُ بالبعاد فهَب لي *** ربّ باللطف من لدُنكَ وليّا
واستجب في الهوى دعائي فإنّي *** لم أكن بالدعاء ربِّ شقيّا
قد فرى قلبي الفراق وحقّاً *** كان يومُ الفِراقِ شيئاً فريّا
وأختفى نورُهُم فناديتُ ربّي*** في ظلامِ الدجى نداء خفيّا
لم يك البعد باختياري ولكن*** كان امراً مقدّراً مقضيّا
يا خليليّ خلياني ووجدي *** أنا أولى بنار وجدي صليّا
إنّ لي في الغرام دمعاً مطيعا* ** وفواداً صبا وصبراً عصيّا
أنا من عاذلي وصبري وقلبي *** حائرٌ أيُّهُم اشدُّ عتيّا
أنا شيخُ الغرام من يتَّبعني*** اهلك في الهوى صراطاً سويّا
أنا ميتُ الهوى ويومَ أراهُم*** ذلكَ اليومُ يومَ أبعثُ حيّا
لك الرحمة بها حتى ترضى.
د.زهير بن يوسف