جريمة في الحَرَم

0

ليس أشنع من الاعتداء على معلّم أو أستاذ.. يهتزّ له عرش الإنسان.. لا فرق عندي بين المحامين الذين تداعوا للتشهير بأستاذة أمام الرأي العام بلا جريمة ارتكبتها غير أنّها ألبستهم رداء المحاماة ووهبتهم صفتها، صفة الأستاذ تنازلت لهم عنها، وبين الصبيّ الذي تسلّح بساطور وسكّين لينهال على أستاذه داخل الحرم الدراسيّ.. هجمة المحامين كانت مقدّمة لغزوة الساطور.الأستاذ الذي تتخرّج على يديه الأجيال ينتهي به الأمر بين محامٍ يتّهمه ومجرم يقتله.. إذا نجا من تهمة ذاك ناله ساطور ذلك…الأستاذ حامل المعرفة وداعية العلم وراعي القيم ورسول الفضائل وباني معمار الجمال في الأجيال يأتي عليه يوم يكون فيه فريسة بين أيدٍ تبطش به وألسنة تنهشه وإعلام ينال من سمعته وسياق يعبث به ؟!هل نحن مضطرّون إلى أن نكون سلفيين ننظر في مقامات الذين درّسونا في عيوننا ومكانتهم في قلوبنا ومُهجنا وعقولنا.. لمّا كنا نتشرّب مهابة الأستاذ جنب علمه؟الأساتذة ضحايا سياق مشحون بالعنف والتشنّج والبذاءة والرداءة..- الأساتذة مقدَّسون؟- نعم.. هم مقدَّسون- ألا يخطئون؟- بلى، بخطئون مثل كلّ البشر .. ولكنّهم رُسل بما لا يكون من الرسالات إلّا بهم.. محمولون على معاناة إخفاق الآباء والأمّهات في بيوتهم.. تفشل الأسر في تربية أبنائها فتلقي بهم إلى المدارس بأعطابهم.. يعاني الأستاذ أعطاب من يأتيه ويستميت لتسوية الاعوجاج فيه.. كثيرا ما ينجح.. وإذا أخفق خرج له من بين الأعطاف ساطور…الأساتذة رسل الأرض وليسوا رسل السماء…وجبت عصمتهم من الجرائم والبذاءات.كيف السبيل؟ليس بمثل هذا الذي نرى على كلّ حال دعمي المطلق لجميع الأساتذة ولكلّ المربّين.
نور الدين غيلوفي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.