عشّاق السلّة بباجة..بين ماض مجيد..وواقع مرير..

0

مازلت أذكر أيام الأحاد لسنوات أواخر الستينات والسبعينات من القرن الماضي لمّا كناونحن صغار نتطاول من وراء السياج ومن وراء قامات الشباب و الرجال الذين غصّ بهم ملعب المرحوم بشير بن كوسة كما يعرف اليوم..كنّا نتطاول لنشهد مقابلات خماسي الاولمبي الباجي وهو ينافس الكبار في لعبة كرة السلّة..كان زمنا جميلا ..لمّا كانت السلّة الباجية تحلّق عاليا ..أين نحن اليوم من ذاك الزمن ؟ و ما حال هذه اللعبة وما وضعها؟
للإجابة عن هذا السؤال التقينا بمسؤولي نادي كرة السلّة بباجة السيّدين بشير بوكراعين الرئيس والمنصف العجرودي الكاتب العام ..
التاريخ المجيد..
يعود تاريخ السلّة في باجة إلى خمسينات القرن الماضي على يد موريس ليفي وترعرعت السّة في البداية في أحضان الجمعية الأمّ الأولمبي الباجي ومنذ موسم 1963/1964 انتقلت أنشطة كرة السلّة إلى الملعب الجديد بجوار المقبرة الإسلامية والذي صار يسمّى بعد ذلك ملعب المرحوم بشسر بن كوسة ..لقد عرف الملعب أسماء لامعة :الهمّامي العوادي، الزواغي،لحيمر ،بن كوسة،بوكراعين ..وغيرهم ..
لعب فريق كرة السلّة بباجة لأوّل مرّة بالقسم الوطني سنة 1969 بقيادة المدرّب فوزي العوادي ثمّ نزل إلى القسم الثاني سنة 1972 ليعود مرّة ثانية إلى مصاف النخبة سنة 1976 ثمّ يتراجع ثانية إلى القسم الصاني سنة 1978وظلّ به إلى سنة 2005 حين تخلّت جمعية الأولمبي الباجي عن فرع كرة السلّة بصفة نهائية .
تأسيس نادي كرة السلّة
في سنة 2007 قرّر خمسة من عشّاق السلّة بباجة وهم الفاضل المنكبي ونورالدين الطبوبي والبشير بوكراعين ومنير حمدي وعماد المنكبي تكوين جمعية نادي كرة السلّة بباجة وإحياء لعبة كرة السلّة وإعادة أمجاد هذه اللعبة ..
تؤطّر الجمعية اليوم حوالي 200 لاعب بين ذكور وإناث في أصناف متعددة..
الواقع والصعوبات..
رغم ضعف الإمكانات و الصعوبات العديدة و المتنوعة فقد استطاع النادي تحقيق نتائج طيّبة و الأهم من ذلك أعاد إلى سلّة باجة افتنان عديد الشبان بها .
ورغم غرام الشبان باللعبة و إقبالهم عليها و رغم حرص المسؤولين عاشقي السلّة ومع اهتمام الأولياء فإنّ الجمعية التي تقوم بدور تربوي و اجتماعي هام تعاني اليوم من نقائص جمّة و صعوبات عديدة لعلّ أبرزها يتعلّق بالبنية التحتية ..فهؤلاء الشبان و الشابات لا يجدون أين يتدرّبون إذ الملعب التاريخي ملعب المرحوم بشير بن كوسة انطلقت به أشغال للتحسين و التهيئة منذ سنوات و لم تكتمل إلى يوم الناس هذا .وزائر الملعب يصاب بالصدمة لوضعه اليوم .ثم إنّ القاعة المغطاة و المخصصة للألعاب الجماعية لم تعد قادرة على تلبية طلبات مختلف الفرق ومختلف الألعاب :كرة السلة وكرة اليد وكرة الطائرة إضافة إلى الملاكمة للتدريبات وإجراء المقابلات ..
مسؤولو الجمعية يطلقون اليوم صرخة عالية للسلط المحلية و الجهوية التي همشتهم وتجاهلتهم ويطالبونها بالتدخل العاجل لحلحلة الوضع حماية لعشرات الشبان و الشابات من الإهمال و للمحافظة على لعبة جماعية صنعت مجدا للجمعية في سبعينات القرن الماضي .
عبد الستار العمدوني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.