كلمة لمدام عبّو التي تطلب رأس الغنوشي ولبعلها!

0

سيدة سامية بن حمودة عبوّ، اختاري من التحايا ما يناسبك بين “عِمت مساء” أو”بون سوار”!أسفي عليك وعلى زوجك فقد كنتما قريبين صديقين لي شخصيا ولكثير ممن كابدوا أشواق التحرر، حين جمعتنا عصا بن علي وفرقنا “جزر” المناصب والايديولوجيا و”الأنا” المتضخَمة! … وأوامرا “حماتنا” ماضيا وحاضرا، كما صرّح سي محمّد!أسفي عليكم لأنكم لا ترعون ودّا ولا تحفظون صداقة ولا تعترفون بجميل! أسفي عليك وعلى سي محمد إذ طعنتم أصدقاءكم في الظهر وشتّتم شمل وحدتكم وتقلّبتم وتلونتم في مواقفكم حسب ضغط “الأنا” وأوامر “العكري”!سيدة سامية أنت وجماعتك من سماسرة “حقوق الإنسان” كثيرا ما قلتم وتبجّحتم “دافعنا عن الإسلاميين” وكأن “دفاعكم” عنهم كان ثمنا مسبقا لتقديمهم لكم الولاء والطاعة والسير بذلٍّ في ركابكم، حتى يكونوا مجرّد أصوات تضخمون بها رصيدكم، وسُلّما ترتقون به إلى مطامعكم! منطق فيه منّ وأذى غريب! ولكن يغلب الطبع التطبّع وتكشف النوايا أصحابها!أسفي عليكم وعلى قدرتكم العجيبة في التنكّر لأصدقائكم وقطع حبال الودّ مع من وصلكم!وأسفي عليكم مرة أخرى إذ تجبرون من صادقكم على التنكّر للصداقة وما ذلك له بطبع!أسفي عليكم وقد زوّرتم الحقائق والتاريخ فما تزعمونه من دفاع عن “الإسلاميين” كان في أقلّ أحواله دفاعا مشتركا! بأحجام غير متقاربة ولكني أراها قلّة حياء أن يمنّ “حقوقي” على ضحية بأنه دافع عن حقه في الحياة! … ولو لا ذلك لقلت “هلمّ بنا لأرشيف “تونس نيوز” و”الحوار نت” و”الفجر نيوز” و”السبيل أون لاين” وغيرها من المواقع التي أسّسها إسلاميون وكانت خناجر في صدر الطغيان لنجد المساحات الواسعة التي غطّت ذلك الأرشيف وهي تدافع عن السجين السياسي “محمد عبّو” وعن أسرته المضطهدة بسببه! … وحتى مجلة وراديو “كلمة” فلنَعد إلى أرشيفها وننظر أهمّ المساهمات في المساندة ممن أتت؟!! … يا له من منطق كريه هذا الذي يعتمد المنّ بالدفاع عن حقوق الإنسان!أسفي عليكما يا سامية ومحمد، من أبقيتم من أصدقائكم المقرّبين، ومن نواة حزب المؤتمر الذي مثّل صورة مشرقة في مقارعة الطغيان؟ … ما علاقتكم اليوم بالدكتور منصف المرزوقي، وكيف هي مع الأستاذ عبد الرؤوف العيادي والأستاذ معطر وغيرهم من قامات النضال؟! …. وخلّونا من السؤال عن الشق الثاني للمؤتمر الذين فيهم ريحة الإسلاميين؟أسفي عليك سيدة عبّو، إذ تجبرينني للتذكير بأن “النضال” الحقوقي لم يكن عادلا وأن القهر كذلك فحين كان السيد عبّو سجينا كانت حرمه تسافر عبر مطارات العالم فتحضر مؤتمرا في المغرب ولقاء في باريس وآخر في موريتانيا وربّما في مصر وأمريكا، ثم تتعرّض “للاضطهاد الشديد في المطار عند عودتها” يسبّونها أو ربّما ينعتونها بالخائنة! … ثمّ نتحرك نحن في المهاجر لتغطية التحركات الحقوقية “لمدام عبّو” وللاعتداء عليها من “بوليس العصا وبوليس الكلمة”!أسفي عليك إذ تجبرينني أن أقول إن نساء الإسلاميين حينها لا يجدن “هواء” يتنفّسنه، ومن مرضت لا تعالج في مستشفى، وإذا رأى القوّادة حذاء أو لباسا جديدا عند أطفالهن يُجلبن إلى التحقيق عن مصدر “الثّراء”! وحين تطلب الواحدة منهن شربة ماء يمطرها الجلاد بقوله “حلّي فمك أبول لك فيه”! وهن في أغلبهن لَسن أقل منك علما ولا شهائد! وأما الجواز أو السفر فحلم لا يغتفر! أسفي والله حقيقة واشمئزازي وتقزّزي من ذكر هذا! … “وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل”!!أسفي أن أذكرك أن الذين تطالبين برؤوسهم اليوم صراحة قد “خَرِثوا” وأسنّوا في السجون وخرج من لحمهم الدّود وهم أحياء! ولم يطلبوا عفوا من الجلاد كما فعل “سي محمد! وأن أبناهم ولدوا وكبروا وشبّوا ولم يروا آباءهم حتى أن بعضهم لم ير من أبيه إلا نصفه الأعلى في الزيارة فانطبع في ذهنه أن والده نصف أعلى دون النصف الأسفل!أسفي أن أذكّرك أيضا أن “الإسلاميين” الذين تمنّون عليهم بنضالكم الحقوقي لم يتدخّل لهم زعماء العالم ولم يتدخّل لهم رئيس دولة “الحماية” نيكولا ساركوزي شخصيا! وأسفي أن أذكّرك أن سي محمد بمجرد خروجه من السجن طار لفرنسا وشكر رئيسها وشعبها الذي تدخّل لإطلاق سراحه، وطالب من وزارة الخارجية الفرنسية التدخّل لحماية المعارضين السياسيين في تونس! .. يمكن العودة إلى حواره مع سليم بوخذير فهو موجود في القوقل!هنا أذكر أنه بعد تصريح سي محمد بخصوص تدخّل وزارة الخارجية الفرنسية، كنت حينها مسؤولا عن الأخبار في راديو كلمة وكنت في تواصل عبر السكايب مع السيدة سهام بن سدرين! قلت لها “أليس غريبا أن يطلب محمد هذا الطلب صراحة ويحرج كل الذين دافعوا عنه”؟ … لم تشأ أن تعلّق فقط قالت “خلّ عزاها سكات”!في مؤتمر العودة بجنيف سنة 2009 كانت أول مقابلة مباشرة لي مع سي محمد وقبلها كان بيننا تواصل، وقد قرأ ما كتبت عنه لمّا كان في السجن، سألته عن التصريح المذكور أمام باب قاعة المؤتمر وفي سؤالي لوم وعتاب، أجابني بدقة قريبة من الحرفية “شوف يا صابر بكل براغماتية أقول لك نحن نتحرّك في هامش الحرية الذي يوفرونه لنا”!! … وما أظنّه ينكر ذلك!أسفي عليكما يا سامية ومحمد إذ تجبروننا على هذا النوع من الحوار الهابط! … ” وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل”!أذكرك سامية أنك في حملة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية سنة 2011 كنت تدافعين عن الشريعة الإسلامية على الأقل في الميراث وكانت مداخلتك مسجّلة تداولها روّاد مواقع التواصل، وللأسف لم أجدها اليوم ولكنّها بالتأكيد موجودة! … وبعد أن التحقت بالمجلس التأسيسي بـ”الرّاشا” بسبب تعويض أحد زملائك في الحزب أصبحت تقولين “دستور الخوانجية على جثتي”!لعلّكم مازلتم تذكرون التراشق الذي حصل بين الحبيب اللوز النهضوي ومنجي الرحوي الوطدي في المجلس التأسيسي، ولعلّكم تذكرون أن اللوز فسّر ذلك في لقاء إذاعي بأن الرحوي “ربّما عنده مشكلة مع الدين”! … ذلك التصريح غير الموفق الذي حلبه “الحدثوت” و”الثورجوت” حتى أدموا ضرعه فاعتبروه تحريضا على الإرهاب والقتل والتصفية، كان سببا للابتزاز ولتغيير بعض فصول الدستور. مع ما رافق ذلك من مداخلات حزينة في المجلس مصحوبة بموسيقى كنائسية! … الرحوي يبكي ويُخبر أن زوجته وأولاده غادروا بيتهم خوفا من الاستهداف والتصفية! ومدام عبّو بن حمودة تبكي! وتبكي ودموعها جدولان لهما خرير يلتقيان أسفل ذقنها كما يلتقي النيل الأبيض بالأزرق في أم درمان!ثم ينسكب النهر الموحّد لدموعها على صدرها!هذه السيدة التي أفسدت عمل المجلس وكانت صاحبة السّبق في التهريج قبل البعرة، تصرّح اليوم بكل وقاحة أنها تريد رأس الغنوشي وأن ذلك هو مطلبها الأساسي وتكرّرها وتؤكّدها دون حياء ولا خجل حتى من مجرد التناقض! … طبعا الغنوشي ومن لفّ لفه لحمهم حلال ليس لهم بواكي مثل “ساركوزي” أو “ماكرون” يحمونهم معنويا وماديا!ذكرني هذا المشهد يا صاحبة الأوداج المنتفخة من شدة الصراخ بما فعلت سلافة بنت سعد في الجاهلية حين جعلت مائة ناقة لمن يأتيها برأس الصحابي عاصم بن ثاب بن أبي الأقلح لتجعل منه قحفة تشرب فيها الخمر!إذا كان موقف سلافة الجاهلية مفهوما وفق منطق الثأر، فعاصم قتل ابنيها في بدر أو أحد، فما الذي يجعل سامية عبّوا تطلب رأس الغنوشي في صلف وتحد لأي لوم أو مؤاخذة؟طيب، تخيّلوا معي أن نائبا نهضاويا أو من كتلة الكرامة قال “نريد رأس سامية” أو غيرها من الحدثوت أو البعر!كيف يكون المشهد في البرلمان؟، هل سيستمر العمل؟، أم يصبح البرلمان سوق خردة ورحبة دواب والبكاء والعويل والنحيب والاعتصامات وإضرابات الجوع والنطاح و”التخنشيل”!طبعا إذا كان تصريحا إرهابيا صادرا عن “حدثوت” فذلك عين الحداثة، وأما إن كان تصريحا متطرفا أو غير موفّقا من غيرهم فيصبح إرهابا وقتلا!الزمن كفيل بتمييز الخبيث من الطيب وتعرية الكذّاب وإنصاف الصادق!لسنا في عجلة! (وعندي أرشيف كبير جدا من التسجيلات والصور قبل الثورة)طه البعزاوي (صابر التونسي)21 فيفري 2021

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.