ان حكومة المشيشي لا تحرك ساكنا في تعاملها مع الوضع الحالي .فشل في ادارة الأزمة الوبائية أشعلت نهارها وفاة احدي جنود معركة كوفيد 19 بدر الدين العلوي بعد سقوطه من مصعد وهو يركض لإغاثة المرضي ،لوعة في قلب أم تنتظر ابنها ليسعف المرضي ويعود فصار واحد من الموتى .آلاف المصابين يوميا بكورونا وعشرات الموتى وآخرون يتقاذفهم الموت من كل جانب ؛وطن يستغيث ويودع أبناءه ويشيعهم الي مثواهم الأخير في مشهد فضيع ،مئات الأرواح تزهق يوميا وهي تستغيث وتطلب آلة اكسجين لعلها تعيد لها أنفسها واخرون يفترشون الأرض في المستشفيات في مشهد حزين يحملون اوجاعهم وآلامهم لكن لا وجود لسرير في قسم الكوفيد يكون ملجأ لهؤلاء المرضى الذين عبثت بهم كورونا وعمقت معاناتهم للامبالاة الحكومية ،مئات الأطباء يستنجدون حكومة المشيشي لتوفير الإمكانيات الصحية لكن لا من مجيب .يبدو أن حكومة المشيشي تغط في سبات عميق ،مستشفيات تفتقد لأبسط لوازم الصحة ، حتي جنود الصحة اصبحوا معرضين للخطر لكن لم يستسلموا وكرسوا حياتهم لنجدة هؤلاء المرضي الذين توافدوا بالمئات علي المستشفيات في المقابل لازالت حكومة المشيشي تغط في سبات عميق .مرضي كوفيد 19 يموتون بعد صراع وبحث عن سرير إنعاش يحتويهم ترمى جثثهم كالكلاب في المقابل يترنم وزير الصحة بخطابات تحمل الأمل وتونس بخير ،سياسة اتصالية كاذبة فكأنما حكومة اختارت بيع الاوهام بدلا من النهوض بالواقع ،اخترت أن تغلق عينيها عن مشاهد الحزن والظلام لتزين الواقع بخطابات ووعود كاذبة هروبا من المسؤولية ،فكل شهر يطل علينا المشيشيووزراءه ليرسموا لنا واقعا كأحسن ما يكون ويخبرنا أن الوضع تحت السيطرة لكن يبدو أن الوضع تحت وقع الصدمة ولا ننسى صرامة حكومة المشيشي في التعامل مع الأزمة حقيقة صرامة تبدو هي الأخرى تحت اثر الصدمة فكأنما بهذه الخطابات الحكومية والتزييف ستقضي حكومة المشيشي علي واقع الأزمة الوبائية وتقتصد في عدد الأرواح التي اختطفتها جائحة كورونا . مناطق تفتقد لمستوصف وأخرى لم يشملها اي تحليل منذ بداية الجائحة، مرضى ملقون على الارض ينتظرون عصا سحرية تنقذ حياتهم، أطباء يغادرون الحياة تاركين وراءهم منظومة صحية مهترئة ووضع لا يعد يحتمل حصد المزيد من الارواح، يتحول الطبيب من منقذ الي ضحية وحكومة المشيشي لازالت تنعم وتغط في سبات عميق فمتى ستستفيق؟! ارواح تنقذ على حساب أرواح اخرى بعد أن فقدت المستشفيات السيطرة وخرج الوضع عن صرامة المشيشي وبدأ الامر جديا ففي الوقت الذي تتسابق فيه بلدان العالم لإيجاد لقاح لكوفيد 19 وتتسارع المخابر لاختراع دواء يقلل حجم الأزمة لازالت حكومة لازالت بعض المستشفيات التونسية لا يتوفر فيها سرير إنعاش والة أكسجين أو حتى معقم وملابس تحمي جنود كورونا وحكومة المشيشي لازالت تنعم وتغط في سباتها العميق. هذا علي المستوي الصحي الذي كشف عن منظومة صحية متآكلة تتشبث بخيط نجاة أخير عمقته أزمة كورونا وسياسة حكومة المشيشي النائمة علي انغام وطن يستغيث لكن يبدو أن الوضع الاقتصادي اشد مرارة ،مئات العائلات باتوا بلا شغل وبلا مورد رزق يؤمن لهم حياة الكرامة بسبب قرارات الحكومة البائسة ،دكاترة ،أطباء ،فنانين ،أصحاب مقاهي ومطاعم فقدوا شغلهم وحكومة المشيشي لا تزال تغط في سبات عميق انهيار اقتصادي وعجز في جميع الأنشطة ،اقتصاد يلفظ هو الآخر أنفاسه الأخيرة بعد تراجع في الاقتصاد وفقدان لأبسط سبل العيش الكريم ..عائلات تونسية ليست بعيدة عن العاصمة التونسية لا يجدون قوت يومهم وأخري لم يستطيعون حتي دفع اجار الكراء وعائلات اخري لم تجد لنفسها مسكنا ،تقطن بين الشوارع والأرصفة وتفترش الرصيف ومحطات القطار ربما تنتظر قطارا يحملها الى بر الأمان وأخرى تتغذى على الفضلات وتتقاذفها كورونا وبرودة الطقس وحكومة المشيشي لازالت تغط في سبات عميق . قرابة الاربع الاف تونسي فقدوا شغلهم وباتوا بلا مورد رزق بين ليلة وضحاها ،مئات شركات النقل باتت مهددة بالإفلاس وهو ما جعل الخبير الاقتصادي محمد الجنادي في تصريح للشروق يصف الوضع الحالي بأنه آخر مسمار لنعش الاقتصاد .هذا كله وحكومات المشيشي لازالت تغط في سبات عميق .حتي الفنانون والمسرحيون صانعوا الابتسامة والأمل باتوا اليوم حزني بعد أن توقفت أنشطتهم .ربما الوضع الصحي يفترض ذلك لكن حكومة المشيشي لم تحرك ساكنا لتسوية وضعيتهم ومنحهم منحة كما طالبوا بذلك مطالب بسيطة وحق من حقوقهم لكن حكومة المشيشي لم تحرك ساكنا ولازالت تغط في سبات عميق . هذا على المستوى الاقتصادي أما اجتماعيا فقد اشتغلت نار الثورة من جديد وانتفضت الجهات تطالب بلفتة من حكومة المشيشي ،حراك اجتماعي طغي علي اغلب الجهات التونسية لكن حكومة المشيشي لازالت تغط في سبات عميق دكاترة ،صحفيين ، أطباء ،فنانون ..أعلنوا يوم الغضب واسابيع من الاحتجاجات جابت الوزارات ورئاسة الحكومة ،صراخ بأعلى الأصوات لعلها تنهض الحكومة من سباتها العميق يطالبون بإغاثة هذا الوطن الذي يستغيث يبدو أن الشعب قد استفاق لكن حكومة المشيشي لازالت تغط في سبات عميق مطالب بالجملة وشعب يستغيث في وطن منكوب لكن لا ما من مجيب يبدو أن حكومة المشيشي لازالت تغط في سبات عميق فمتى تستفيق؟!!
فاتن الحويمدي