العقل السياسي المستقيل أو سُلوانات لم يكتبها الصقلّي

0

السُّلوانة الأولى: السرديات السياسية التي تتمركز حول افتراضاتها المسبّقة وتنكر إمكانية قيام أي نوع من أنواع الحقيقة خارجها: هل لها مكان إلا خارج الزمن. السُّلوانة الثانية: عقل سياسي مُنبن على التخلص من التنافر الكامن في الجوانب الشخصية غير المقبولة فيه ونقلها إلى الطرف الآخر وتحويله إلى عدوّ: عقلٌ مَهيض. السُّلوانة الثالثة: مشكلة عقلنا السياسي انه عقل مرتهن لعقل ما قبل العولمة، والعقل الرهين أو بالأحرى العقل المرتهن، عقل يأبى إلا أن يعيد إنتاج نفسه ولكن في أكثر الأنساق انغلاقا وارتهانا للأنموذج في عصر سقوط الإيديولوجيا والانفتاح على العقل الكوني. هنيئا لكل ” العقائديين ” بـــــ” طمأنينة السعيد ” ؟! السُّلوانة الرابعة: جدلية العمى والصّمم: مبتدأ خبره العقل السياسي السلطاني! عقل نخشى أن نكون قد انخرطنا بمقتضاه، وبشكل جماعي، في تلك المآلات التي عبّر عنها ابن أبي الضياف في القرنXIX بقوله: “ولله فينا غيبٌ نحن صائرون إليه!”، جميعا لا أستثني أحدا، وهذا ما يؤرقني اكثر، فضلا عن الاستراتيجيات السياسية التغامرية المقامرة، والقفز في المجهول. السُّلوانة الخامسة: ” النّابتة” او” النوابت” ،بحسب الفارابي، -“منهم المُقتنصون والمُحرِّفة، – ومنهم المارقة – ومنهم المزيّفون والأغمار الجهال والبهيميون “. حذارِ من النوابت الجدد او طفيليات السياسة! السُّلوانة السادسة: من المؤسف حقا أن لا يغادر العقل السياسي العربي والعقل التونسي الراهن لحظة “صِفّين” حتى يرفع “الأخلاف” الدستور للمزايدة كما رفع أسلافهم المصاحف على أسِنّة الرِّماح. ولا ” تحكيم ” ولا ” حكماء” ولا ” حكمة”، إنه الهويّ دويّا نحو المحرقة. السُّلوانة السابعة: الوطن بحاجة متأكدة إلى عقل سياسي بارد، والمزايدة المحاكاتية لن تفضي إلا إلى إعادة إنتاج شروط السقوط والاستبداد. أن يثوب الجميع إلى طاولة الحوار خير من الذهاب بالبلاد إلى قلب الإعصار، “المهدي المنتظر” فردا: أكذوبة، فلا تراهنوا عليها، ” المسيح المخلِّصُ” فينا جمعا، وإلا فلن يكون إلا ” الدجّال”، ولا خلاص.
د. زهير بن يوسف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.