في معترك الأوضاع الصعبة إقتصاديا، إجتماعيا و سياسيا التي جعلت من وضعية التونسيين النفسية حالة متدهورة
و مضطربة تبحث عن ما يجعلها تهرب من الواقع. و هو ما مهد طريق التونسيين نحو تعاطي المخدرات و الإدمان عليها، وأظهرت الدراسة الميدانية التي أصدرتها وحدة علوم الإجرام بمركز الدراسات القضائية الحكومي أن 30% من فتيات تونس مدمنات على مختلف أنواع المخدرات مقابل 60% لدى الذكور وأكدت الدراسة التي نقلتها مواقع إخبارية محلية وعربية أن نسبة المتعاطين للمخدرات بمختلف أنواعها لدى المراهقين والشباب تبلغ 60% بين الفئة العمرية 13 و18 سنة، بينما تقل نسبة التعاطي تدريجيا بين الفئات الأكبر سنّا حيث تعد 36.2% بين 18 و25 سنة. كما لاحظت الدراسة أن مادة الحشيش والتي تسمى في تونس “الزطلة” هي أكثر المواد المخدرة استهلاكا بنسبة 92% تليها المواد المستنشقة 23.3% يليها الكوكايين بنسبة 16.7% والهروين بنسبة 16%. ظاهرة تعاطي المخدرات لم تستثني أي وسط من أوساط المجتمع التونسي فقد قامت وزارة التربية بدراسة في أفريل 2019 حول هاته الظاهرة أفضت إلى اكتشاف أن نسبة 9.2% من الوسط المدرسي يتعاطون المخدرات مؤكدة أن 1.7% من جملة المتعاطين وصلوا مرحلة الإدمان. وأظهرت الدراسة التي شملت عينة مكونة من 12500 تلميذ بـ 188 مؤسسة تربوية، أن 77% من التلاميذ الذين يتعاطون المخدرات بالوسط المدرسي ينتمون الى الفئة العمرية 16 – 18 سنة، وان 78% من المتعاطين هم من فئة الذكور، مشيرة الى ان 90% من هؤلاء التلاميذ المتورطين ينتمون الى أوساط اجتماعية متوسطة وميسورة. و في إطار التصدي إلى ظاهرة تعاطي المخدرات أصدرت نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل على صفحتها في الفايسبوك بتاريخ الأربعاء 19 نوفمبر 2020 أن الوحدات الأمنية بالمروج ألقت القبض على عصابة منظمة قائدها يطلقون عليه اسم “سبينوزا” و قد كشفت التحريات أنه يعمل مع عصابة منظمة في مجموعة من أحياء العاصمة. ولا يمر يوم دون أن تحبط الوحدات الأمنية عمليات بيع خلسة و تقبض على عصابات منظمة تعمل بهذا المجال. هذا إلى جانب أن هذه الكارثة تسببت في ارتفاع الجرائم و الآفات الإجتماعية. هذا “المارد” الذي قام بغزو المجتمع التونسي بات يستقطبهم واحد تلو الأخر، ورغم القوانين التي تصده الا أنها لم تمنع دخوله تونس خاصة عبر الحدود الليبية و الجزائرية. يجب على الدولة أن تعمل من أجل توعية الشعوب من خاطرها و إن حصل و أدمن مواطن عليها فلا يد أن تحاول معالجته بطرق تجعله مواطن أفضل من أجل تكوين مجتمع أفضل.
علي عمايرة
السابق بوست
القادم بوست