الجريمة .. وحش ينهش قيم المجتمع التونسي

0

الجريمة ؛ مهما كانت بشاعة هذا الفعل إلا أنه إحدى مفاتيح فهم المجتمع وفهم عمق الأزمة المتفشية داخله و في هذا السياق تسجل البلاد التونسية في الفترة الأخيرة ارتفاعا باهرا في عدد الجرائم بما يقارب 20 و25 جريمة كل ساعة واتسع مجالها، وعظمت بشاعتها ، عدد يبعث الهلع في نفوس التونسيين، فنجد البلاد التونسية اليوم تحتل المركز الرابع مغاربيا على مستوى الجرائم و المركز ال65 عالميا من بين 118 دولة ، جرائم تزداد يوما بعد يوم عنفا و وحشية وصار أمرا “عاديا” أن يسمع الناس خبر شرطي يعتدي على مواطن أو ولد قتل أفراد عائلته، أو أب اغتصب ابنته ولاذ بالفرار، أو زوج يقتل زوجته و يدفن جثتها ، أو شاب يسلب إمرأة حامل حقيبتها و في محاولة للدفاع عنها تسفك دماء شاب آخر في مقتبل العمر أسباب عديدة يمكن أن تفسر تنامي هذه الظاهرة لعل أبرزها إرتفاع نسبة :الكثافة السكانية، و التفكك الأسري، و الفقر والحرمان، وضعف دور المدرسة في المجتمع ذلك على غرار عدم الاهتمام بالجريمة ، عدم التعاطي معها بجدية وسقوط القيم الأخلاقية النبيلة التي كان ينشأ عليها الفرد ،الأمر الذي جهّز أرضا خصبة لتنامي ظاهرة الاجرام٠ في هذا الإطار نذكر حادثة الملاسين التي شهدتها البلاد التونسية في الآونة الأخيرة الفاجعة التي أثارت موضوع تطبيق الإعدام. معدل الجرائم يتضخم جراء غياب الوعي و لعل أبرز هذه الجرائم هي جرائم الإغتصاب التي استفحلت في الآونة الأخيرة بمعدل 3 حالات اغتصاب في اليوم حسب ما كشفت عنه آخر الإحصائيات الصّادرة عن وحدة الطب الشرعي التابعة لمستشفى شارل نيكول بالعاصمة. الجريمة هي فعل شنيع تعيشه و تنبذه المجتمعات النامية و المتقدمة وتتبرأ منه ، وللحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطر و تهديد للعائلة التونسية لذا وجب على جميع الأطراف الرسمية والمجتمعية أن تكثف الجهود في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية لمحاربة الجريمة الإجرام والسعي لإنشاء مجتمع متوازن وسليم.
غادة وسلاتي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.