الحصـــــــــــــــــــــــــــــــار..

0

الحصـــــــــــــــــــــــــــــــار..
في آخر مستجدات المعركة حول رئاسة الحكومة، أفضى التنسيق الرباعي إلى اعتماد كلمة سر واحدة ” لا للنهضة في القصبة”، كان ذلك ثمرة لمشاورات تم بعضها بشكل مباشر والآخر بأشكال أخرى مختلفة ، اتفق اذا المغزاوي والقروي وعبو بأقدار اقل الشاهد، على منع النهضة من تشكيل الحكومة، وان كانوا اختلفوا في التسمية غير انهم يبدو اقتنعوا بحكومة الرئيس التي اقترحتها حركة الشعب بعد النتائج الأولية للانتخابات التشريعية، يحدث ذلك رغم أن رئيس الجمهورية لم يتحمس للفكرة، التي الْتمس فيها نوعا من الالتفاف الذي قد يجرح الوازع الدستوري لديه.
إذا نحن اليوم أمام الرباعي الراعي للقصبة، يحرسها من حركة النهضة الفائزة في الانتخابات التي يعطيها الدستور حق تشكيل الحكومة بحصولها على 52 من مقاعد البرلمان، لكن ولحسابات تاريخية ايديولوجية، قادت حركة الشعب “16نائبا” عملية التفاف بدت للوهلة الاولى محتشمة، لأنه من الصعب اقناع التيار بتنفيذ انقلاب أبيض على نتائج الانتخابات، كما أنه من المستحيل “أو هكذا كان يلوح” أن تنخرط الحركة القومية في عملية قطع طريق بمشاركة ومباركة من قلب القروي وجانبا من تحيا مع مشاورات اخرى تستهدف استقطاب المزيد من المنظومة للإسهام في مشروع عرقلة النهضة! ولأن السياسة لا دين لها، ففي الأخير اقتنع التيار وافتُتحت قنوات الاتصال مع القلب وتمكن الحلفاء من هندسة عملية القطع وتمركزت الوحدات حول مداخل القصبة وممراتها، واتفق الثلاثي الراعي بشكل كامل على تنفيذ القطع، ومازال الشق التجمعي لتحيا يستميت في إقناع الشاهد بوجاهة الانقلاب الأبيض.
وعليه يصبح من الغباء ان تتقيد مؤسسات النهضة بأجندات مكبلة تعوق حركة الحركة المحاصرة، من العبث ايضا ان تستمر قواعد النهضة في الاشتراط ” إما وإما..عليكم ان.. يجب فورا.. لا سبيل الى.. خط احمر.. الاستقالة على الطاولة إذا ما..” كل الذين مازالوا يغرقون حركتهم بالاشتراط، هم إذا فشلوا في التقاط اللحظة، كما فشلوا في قراءة الحصار وأهدافه، كل الذين يمارسون الاشتراط ويطلقون التهديد ويرجمون حركتهم بالوعيد، إنما هم يكبلونها ، يشدون وثاقها لتضيق عليها مساحة الفعل، ومن ثم تستسلم لسكين الذبح! إنكم باشتراطاتكم الثملة، تسكّنون الذبيحة لسكاكين الحلفاء! تحرروا من العشق الغبي فإن المقام مقام العشق الذكي.. تحرروا من تفاصيل الهندمة والتأنّق، فحركتكم ليست في محل حلاقة للتمظهر والتمسحق، هي في مسرح العمليات تحت النيران الكثيفة.. اسحبوا اشتراطاتكم واطلقوا يد المكبل ليدافع بمرونة أكبر عن حقوقه الدستورية المكتسبة.. المستلبة.

نصرالدين السويلمي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.