رفت طالب بسبب تدوينة فايسبوكية.. كلية الطب بتونس توضح
أصدرت كلية الطب بتونس بيانا أوضحت فيه حيثيات اتخاذ عقوبة الرفت المؤقت ضدّ طالب بسبب تدوينة “فايسبوكية”.
وفي التالي فحوى البيان الذي تلقت “الصباح نيوز” نسخة منه:
“يهم كلية الطب بتونس أن توضح ما يلي:
إن الطالب وجيه الذكار المرسم خلال السنة الجامعية 2018 2019 بالسنة الثالثة من الدراسات الطبية قد أقدم بتاريخ 08 جوان 2019 على نشر تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي وصف فيها مسيري المؤسسة “بالبهامة وسوء التصرف” كما نعتهم ب”البهامة” في تدوينة أخرى نشرها على نفس الموقع بتاريخ 19 جويلية 2019 جاء فيها أن” الإدارة تحسسك إلى سوء التصرف والبهامة موهبة موش حاجة تاعبين عليها” وذلك بسبب غلق مكتبة الكلية وتعطب أجهزة التكييف بها، والحال أنه خلال شهر جوان من كل سنة يقع وضع مكتبة المؤسسة على ذمة وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي لإجراء المناظرات الوطنية (امتحانات نهاية الاختصاص، مناظرات التبريز والمساعدين) وقد تزامنت هذه الفترة مع موجة حرارة مرتفعة وكانت مكتبة الكلية مفتوحة إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ونتج عن الاستعمال المتواصل لأجهزة التكييف تعطب العديد منها في مختلف أنحاء المؤسسة وليس في المكتبة فحسب. ولم تشمل هذه الظروف الصعبة الطلبة فقط حيث عمل إطار التدريس والإطار الإداري في نفس الظروف أثناء تأمين امتحانات نهاية الاختصاص وإصلاح أوراق الامتحانات.
إن الكلية حريصة على توفير الظروف الملائمة لطلبتها وهي من المؤسسات القليلة التي تعمل على الإبقاء على مكتبتها مفتوحة لطلبتها إلى ما بعد منتصف الليل وما يتطلبه ذلك من جهود إضافية رغم نقص الأعوان ومحدودية الإمكانيات.
وخلافا لما تم تداوله، فإن الطالب المذكور قام باجتياز امتحاناته ووقع التصريح بنجاحه من السنة الثالثة إلى السنة الرابعة وتمت إحالته على مجلس التأديب بتاريخ 26 جويلية 2019 واتخذ المجلس في شأنه بالإجماع عقوبة الرفت المؤقت من المؤسسة لمدة أربعة أشهر بداية من تاريخ انعقاد المجلس وذلك بعد تمكينه من كافة ضمانات حقوق الدفاع.
وبتاريخ 05 سبتمبر 2019 استقبل عميد الكلية والد الطالب وجيه الذكار الذي عبّر عن رفضه لما بدر عن ابنه وقد وعده العميد بتخفيف العقوبة المتخذة في شأنه وتمكينه من مواصلة الدراسة بداية من 09 سبتمبر 2019 كبقية زملائه مقابل اعتذاره عما صدر عنه في حق مسيري المؤسسة، إلاّ أن هذا المقترح لم يحظ بقبول الطالب وعوضا عن ذلك قام برفع قضية في توقيف تنفيذ قرار الطرد لدى المحكمة الإدارية التي نظرت في الملف وقامت برفض الدعوى في انتظار النظر في الأصل، منصفة بذلك إدارة الكلية ومجلس التأديب.
هذا وتؤكد كلية الطب بتونس على إيمانها بحرية التعبير وذلك في إطار الاحترام المتبادل بين مختلف الأطراف المتدخلة ودون تجريح أو مساس بسمعة الغير. كما أن عمادة المؤسسة وإدارتها ومدرسيها في علاقة متواصلة مع مختلف نوادي الطلبة وممثليهم سعيا إلى دعم التعاون البناء بين جميع الأطراف.
إن الكلية فضاء مشترك للمعرفة والتكوين والبحث يرتكز أساسا على القيم الجامعية ومنها حرية الفكر والتعبير التي تتم ممارستها في نطاق القانون وفي كنف الاحترام وخاصة بالنسبة للعلاقة المتميزة بين الطلبة ومدرسيهم.
إن مسيري الكلية الذين تم وصفهم “بالبهامة وسوء التصرف” هم أساسا خيرة أساتذة الكلية الذين يبذلون مجهودات مضنية للتوفيق بين مختلف مهامهم في التدريس والبحث والتسيير الإداري وتأطير الطلبة داخل الكلية وبالمستشفيات.
وتثمّن الكلية التصرف الحضاري والمسؤول لأغلبية الطلبة وتعبيرهم عن اعتزازهم بالانتماء لمؤسستهم واعترافهم بالجميل لمدرسيهم كما تتقدم بخالص الشكر إلى إطار التدريس والإطار الإداري والفني والعملة على ما يبذلونه لضمان جودة التكوين والبحث في هذه الكلية. “