جامع الزّيتونة منطلق الحراك النّقابي بتونس

0

 جامع الزّيتونة منطلق الحراك النّقابي بتونس “

ـ إنّ أوّل منظّمة نقابيّة تونسيّة لحما ودما هي ” جمعيّة تلامذة جامع الزّيتونة ” الّتي تأسّست سنة 1907 برئاسة الشّيخ الطّاهررضوان وعضويّة 11 مدرّسا زيتونيّا منهم الشّيوخ الطاهربن عاشور+ محمّد الخضرحسين + والهادي بلقاضي + محمّد الصّادق النّيفروأبوالحسن النّجّار+ عمربن عاشور…( أليس الصبح بقريب ص218) ومن مناشطها النضاليّة أنّها شنّت أوّل إضراب تونسي محض دام 10أيّام كاملة من 18أفريل 1910إلى 28منه وقد زُلزل الاحتلال زلزاله معتبرا جامع الزّيتونة عدّوه الحقيقي في تونس لأنّه المهدّد الحقيقي لمصالحه الحيويّة فلا غرابة أن احتفلت فرنسا يوم أغلق بورقيبة جامع الزّيتونة لأنّه كان حصن تونس الحصين ضدّ الاختراق الثّقافي والتّشوّه القيمي ( فتعرّينا فكرا وأخلاقا) …
.
أنّ مشايخ الزّيتونة كوّنوا سنة 1933″ نقابة علماء الزّيتونة ” برئاسة الشّيخ محمّد الصّالح النّيفربعد أن قضى الاحتلال على جامعة عموم العملة التّونسيّة ونفى الزّعيم محمّد علي الحامّي ورفاقه خارج الوطن ، وقد استطاع الشّيخ النّيفروأصحابه افتكاك بعض الحقوق خاصّة بعد إضراب 1944 الّذي زعزع الاستعمارلا سيما بعد أن ذاع صيته في أرجاء العالم وتعاطف معه الشّعب التّونسي أيّما تعاطف …
.

أنّ الشّهيد فرحات حشّاد قبل تأسيس الاتّحاد العامّ التّونسي للشّغل يوم 20 جانفي 1946 اتّصل بالشّيخين محمّد الفاضل ابن عاشورومحمّد صالح النّيفروحدّثهما عن مشروعه الكبيرفباركا مسعاه وشدّا على يديه ووعداه ببذل وسعهما لإنجاح هذا الصّرح النّقابي العظيم ، وقد صدقا معه فيما وعدا به وكان المؤتمرون سعداء بوجودهما معهم لأنّهما كانا يمثّلان ضميرالشّعب التّونسي المعتزّبإسلامه ، بل طلب الحاضرون من الشّيخ الفاضل ابن عاشورأن يتتبوّأ مقام الأمانة العامّة للاتّحاد ولكنّه اعتذرلكثرة مشاغله العلميّة والفكريّة فانتخب الحاضرون الشّهيد حشّاد أمينا عامّا وانتخبوا الشّيخ ابن عاشوررئيسا شرفيّا فشارك في تأسيس كلّ الاتّحادات الجهويّة وقد حدث أن حضرفي يوم واحد مؤتمرين أحدهما في الكاف صباحا والثّاني في تطاوين مساء وأشرف على اجتماعات عمّاليّة كبيرة خاصّة في صفاقس …
.
ـ لم يساهم الشّيوعيون في تأسيس الاتّحاد لا من قريب ولا من بعيد وكانوا معادين للتوجّه الزّيتوني وخاصّة الشّيخ الفاضل ابن عاشورفقد استغربوا وجوده على رأس منظّمة نقابيّة إذ هو – حسب زعمهم – بورجوازي من جهة ورجل دين من جهة أخرى ، ورجال الدّين – حسب زعمهم – ” يزيّفون وعي العمّال لأنّ الدّين أفيون الشّعوب ويعيقون ثورة البروليتاريا ” ، وقد أجاب الشّيخ الفاضل على هذه السّفسطة في اجتماع عمّالي بصفاقس سنة 1946 مبيّنا أنّ الحرّيّة النّقابيّة من صميم التّعاليم الإسلاميّة…

محمد المومني نفزة باجة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.